الحرم وعمارته أحد المحاور الثمانية لأفضل كتاب
يدعو مهرجان كتاب العام جميع الفنانين من أهل القلم إلى تصنيف ما يشرح تلك الفنون الساحرة التي أبدعها الخدام المخلصون لهذه العتبة؛ وليكون هذا التأليف والتصنيف في إطار تكريم الفن الملتزم.
الحرم وعمارته أحد المحاور الثمانية في القسم الأول من الأقسام السبعة للمهرجان الثاني عشر.
كان للفن على مرّ التاريخ الدور البارز في نشر الفكر والثقافة، وكان فن العمارة من الفنون التي حظيت باهتمام بالغ لدى مختلف الحكومات الإسلامية؛ وبناء عليه عمد مهرجان الكتاب في دورته الثانية عشرة إلى تزيين كتابات الفنانين في باب الرسم والزخرفة ولوحات المعماريين المبدعين والملتزمين الخالصة والفنية في إطار تعزيز ثقافة العمارة الإسلامية وشرح تعايشها مع نهج الحياة الإسلامية.
الإيوان العباسي
الإيوان العباسي هو أحد الأواوين الفخمة في الصحن القديم (صحن الثورة حاليا) ويقع في الضلع الشمالي للصحن، ويضفي الإيوان عبر قطع القاشاني الملونة التي تكسوه على هذا الصحن المقدس جمالا أخّاذا ومظهرا بديعا، ويعود تاريخ البناء إلى العهد الصفوي؛ فقد بني أثناء عملية توسعة الصحن، وتمّ ترميمه عدة مرات منذ ذلك الزمن، ويعلو الإيوان مئذنة مطلية بالذهب يعود تاريخ تشييدها وتذهيبها إلى عهد السلطان نادرشاه أفشار.
كُتب على واجهة هذا الإيوان فوق الطاق: "أمر بتعمير هذه الإيوان المباركة الرضوية السلطان الأعظم والخاقان المعظم مالك رقاب الأمم مولى ملوك العرب والعجم السلطان بن السلطان أبو المظفر شاه عباس الثاني الصفوي الموسوي الحسيني بهادرخان خلّد الله ملكه. كتبه محمد رضا الإمامي".
وفي إطار الإيوان نقشت سورة الجمعة المباركة بخط ثلث أبيض اللون على أرضية لازوردية، وقد كتبها محمد حسين المشهدي في العام 1262، وكُتب في الجانب الأيمن للإيوان فوق الإزار "به سعي مقرب الخاقاني حاج علي قبادي" وكُتب في الجانب الأيسر "ناظم أمور سركار فيض آثار جناب حاج ميرزا موسى خان از موقوفه تعمير شد" ومعناه أنّ إصلاح الموقوفة تمّ بأمر من الميرزا موسى خان.
في الجهة اليمنى داخل الإيوان كتب تحت الطاق بخط النستعليق: "ناد علياً مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب"، ويقابل ذلك من الناحية اليسرى عبارة " كل هم وغم سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي"، ونقش أسفل غرف الإيوان الآية الشريفة: "قل اللهم مالك الملك" إلى آخر الآية، وعلى جوانب الإيوان نُقشت الصلوات على الرسول الأكرم وعلى أهل بيته عليهم السلام، بيد محمد رضا إمامي وبتاريخ 1059.
وكُتب في داخل الإيوان "أمر بتعمير هذه العمارة المباركة العباسية السلطان الأعظم الأكرم"، ثمّ تلتها عبارة: "أمر بتعمير هذه العمارة المباركة الرضوية السلطان الأعظم والخاقان المعظم محمد شاه قاجار خلد الله ملكه وبره وإحسانه في سنة 1211" ثم جاءت عبارة "الحسيني بهادر خان خلد الله ملكه في تسع وخمسين بعد الألف كتبه محمد رضا الإمامي".
ونشاهد في الجهة الخارجية للإيوان العباسي من جهة مدخل شارع نوقان، وتحت الطاق، العبارة التالية بخط الثلث داخل شكل ترنجي: "بسمه تعالى السلطان أبو الحسن علي بن موسى الرضا 1356"، وهناك كتابة فوق الأبواب وتحت الطاق لسورة النصر المباركة بخط الثلث، وعلى جوانب الإيوان كتبت سورة الإنسان الشريفة، مع تاريخ 1397 هـ.ق.
المصدر: كتاب تاريخ العتبة الرضوية المقدسة (باللغة الفارسية)، تأليف عزيز الله عطاردي قوتشاني.