استقبال المهرجان الدولي الثالث عشر لكتاب العام الرضوي عبر إقامة ندوة فكرية بعنوان المقومات الحضارية في الثورة الإسلامية
منظمة المكتبات والمتاحف ومركز التوثيق في العتبة الرضوية المقدسة تقيم في شهر آذار/مارس 2021 ندوة فكرية تحت عنوان المقومات الحضارية في الثورة الإسلامية، لتكون هذه الندوة طليعة النشاطات المقامة على هامش المهرجان الدولي الثالث عشر لاختيار كتاب العام الرضوي.
وفقا لتقرير (گنجینۀ رضوی) أقيمت ندوة فكرية تحت عنوان المقومات الحضارية في الثورة الإسلامية؛ حيث شهدت تقييما ومناقشة لكتاب "الحضارة الإسلامية الحديثة (بمحورية آراء وفكر سماحة السيد قائد الثورة)" من تأليف فضيلة الشيخ روح الله سعيدي، وقد تبادل مؤلف الكتاب مع الأساتذة المشاركين الآراء ووجهات النظر حول مختلف أبعاد مقومات بناء الحضارة التي تحملها الثورة الإسلامية؛ علما أنّ هذا الكتاب قد حاز على جائزة الدورة الثانية عشرة من مهرجان الكتاب الرضوي.
وقد حاضر في هذه الندوة الفكرية كلّ من الدكتور جعفر مرواريد المدير العام لمديرية الثقافة والإرشاد الإسلامي في محافظة خراسان الرضوية، وفضيلة الشيخ مهدوي مهر رئيس المنظمة العلمية الثقافية في العتبة الرضوية المقدسة، وفضيلة الشيخ حسين كندري مسؤول البحث العلمي في حوزة خراسان العلمية، وفضيلة الدكتور الشيخ الويري عضو الهيئة التعليمية في جامعة باقر العلوم، والدكتور رضا غلامي رئيس مركز صدرا للعلوم الإنسانية الإسلامية.
وفي مستهل الندوة استعرض الدكتور سعيدي فاضل محتوى كتابه؛ حيث قال: 84 بالمئة من الكتاب هو عبارة عن انعكاس لمقتطفات من كلمات سماحة السيد قائد الثورة في باب الحضارة الإسلامية الحديثة، والتي ألقاها بين العامين 1980 و2019؛ فقد نقلت كلماته بشكل مباشر، و4 بالمئة من الكتاب كانت اجتهادا مني بناء على كلماته وخطبه الأخرى، و12 بالمئة كانت تطبيقا أيضا؛ حيث ذكرت فيه أقرب التعاريف لآراء السيد القائد، وجئت لها بمؤيدات وشواهد من كلماته.
الحائز على جائزة المهرجان الثاني عشر لكتاب العام الرضوي أوضح أنّه لم يسبق كتابه أي كتاب جامع آخر ذو تصنيف مناسب يتحدث حول كلمات وآراء السيد قائد الثورة حول الحضارة الإسلامية الحديثة، وأضاف: لقد بذلت جهدا كبيرا في إيجاد جميع كلماته في هذا الموضوع منذ ما قبل انتصار الثورة، وإنّ من نقاط الضعف المشهودة في أكثر الكتب المصنفة في شرح ودراسة كلمات السيد القائد أنّ أصحابها لم يكونوا ينظرون إلى ما قبل العبارات وبعدها، بينما حرصت في كتابي على الأخذ بسياق الكلام.
وعدد صاحب كتاب "الحضارة الإسلامية الحديثة" بعضا من مزايا كتابه؛ وهي: الترتيب والتبويب الممتازين، والحفاظ على الأمانة الدلالية للكلام، والاستعانة بعدد كبير من المصادر والمراجع مقارنة بعنوان الكتاب، وإدراج مختلف الجداول والرسوم البيانية بهدف الوصول السهل للمعلومات. كما أشار إلى وجود بعض النواقص في هذا الكتاب، ومنها: عدم شرح بعض مقاصد سماحة السيد قائد الثورة، وعدم مراعاة بعض الأولويات الكلامية، وعدم وجود إطار للتعريف بالكتاب، وطباعته في أربعة أجزاء بدلا من جزأين.
وفي مداخلته في هذه الندوة الفكرية أشار فضيلة الشيخ الويري إلى ضرورة اضطلاع النخب العلمية والثقافية بمسؤولياتها ودورها في بناء الحضارة الإسلامية، وقال مؤكدا: إن دور النخب يتجلى في إدارة أفكار عامة الناس. كما أوضح أنّ الدراسات الحضارية شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وقال: كلّ هذه الكتب والمصنفات هي براعم تبّشر بربيع مشرق، ولكن بشكل عام مجموع هذه الدراسات ما زالت بعيدة من حيث الكم والكيف عما هو موجود في العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف عضو الهيئة التدريسية في جامعة باقر العلوم(ع): يجب أن نحدد من هم الذين يتبنون مقولة الحضارة الإسلامية اليوم في العالم ويتحدثون عنها، وأيّ هذه الجهات متناغمة مع فكر سماحة السيد القائد، وأكدّ أنّ فكر وآراء سماحة السيد قائد الثورة يمكن أن تكون مجارية للكثير من الأفكار والنظريات في العالم، ويمكن أن تتحول إلى رائد لفكر بناء الحضارة الإسلامية الحديثة، منوها إلى ضرورة الحوار حول هذه المجالات مع أبرز علماء ومفكري العالم.
وأوضح السيد جعفر مرواريد خلال مشاركته في الندوة أنّ السؤال حول الحضارة الإسلامية كان مطروحا على الدوام خلال القرن الأخير، وقال: ما نراه من آراء وأفكار في كلام السيد قائد الثورة نابع من تجربة أربعين عاما من عمر الثورة الإسلامية، وفي الحقيقة يمكن القول أنّ الواقعية التي يتميز بها فكر آية الله الخامنئي ناشئة عن تجارب الثورة الإسلامية في إيران.
وبيّن حسين كندري في هذه الندوة أنّ الأئمة الأطهار(ع) هم بناة ومؤسسو الحضارة الإسلامية، وقال: لقد وضع الأئمة الأطهار(ع) اللبنات الأولى لبناء الحضارة الإسلامية عبر تعلميهم وتربيتهم لكثير من التلامذة في مختلف مجالات العلوم، وأكدّ أنّ العلم وتطويره هو أهم العوامل في طريق بناء الحضارة، وأضاف: لقد أشار سماحة السيد قائد الثورة في بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية إلى مسألة العلم والبحوث، واعتبر أنّ الوجه الآخر للعلم هو القدرة والقوة.
واعتبر مسؤول البحوث في حوزة خراسان العلمية أنّ العقلانية والوحدة هما عاملين أساسيين في الحضارة الإسلامية الحديثة، وأضاف: الوحدة عامل مهم لتحقيق التعاون والتعاضد والثبات في طريق تحقيق الهدف.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الندوة الفكرية أقيمت بمشاركة كلّ من منظمة المكتبات والمتاحف ومركز التوثيق في العتبة الرضوية المقدسة، ومعاونية البحوث في حوزة خراسان العلمية، وإدارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في محافظة خراسان الرضوية، ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية في المحافظة، وذلك في قاعة الشيح الطبرسي في مجمع البحوث الإسلامية التابع للعتبة الرضوية المقدسة.