مناقشة أدبية لرواية "الهادي" إحدى الأعمال المقدمة لأمانة المهرجان الثالث عشر للكتاب الرضوي

رواية "الهادي"(باللغة الفارسية) وهي إحدى الأعمال المرشحة لجائزة مهرجان الكتاب الرضوي على طاولة النقد والمناقشة الأدبية في ندوة شارك فيها كلّ من مؤلف الكتاب والأمين العلمي للمهرجان واثنين من كبار الكتّاب والباحثين في البلاد.
رواية "الهادي" في بوتقة النقد والتحليل
مناقشة رواية "الهادي" إحدى الأعمال الواصلة لأمانة الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الكتاب الرضوي بمشاركة كلّ من كاتب الرواية والأمين العلمي للمهرجان واثنين من كبار الكتاب والباحثين في إيران.
وفقا لتقرير (گنجینۀ رضوی) تحدث السيد محمد رضا هوري في هذه الندوة النقدية التي أقيمت عبر الفضاء المجازي؛ حيث أوضح أنّ رواية "هادي" هي نتيجة ثلاثة أعوام من المطالعة والبحث العلمي، وأنّها باكورة أعماله، وأضاف: سبب توجهي لتأليف هذه الرواية هو قلة الآثار الأدبية حول حياة وشخصية الإمام الهادي(ع).
وأشار صاحب رواية “الهادي" إلى الخطوط الحمر الموجودة في الأدب الديني، وقال: قررت أن أكتب روايتي من زاوية نظر مخالفي الإمام الهادي(ع) وأعدائه، كما أنّ الرواية تضمنت شرحا مختصرا لتاريخ صدر الإسلام. 
قلة المصادر حول فترة حياة الإمام الهادي(ع)
ولفت إلى أنّ رواية "الهادي" كتبت وفق أسس الأدب القصصي، وأضاف: استندت كذلك في تأليف روايتي على قوة التخيّل، وتطبيقها مع الواقع كان يحتاج إلى مراجعة المصادر في هذا الموضوع، ولكن للأسف قلة المراجع حول سيرة وشخصية الإمام الهادي(ع) جعلت من الصعب توصيف بعض المشاهد والأماكن والشخصيات وبيان مختلف جوانبها، ولكن مع كلّ ذلك نجحت في الحفاظ على جميع الخطوط الحمر اللازم مراعاتها في هكذا موضوعات.
وأوضح المؤلف أنّ هذه الرواية موجهة لليافعين والشباب، وتناولت الفترة التاريخية من صدر الإسلام وحتى عهد الإمام الهادي(ع)، والحمد لله لاقت الرواية وهي عملي الأول نجاحا لافتا بعد طباعتها وتوزيعها.
وقال: استندت في كتابة الرواية على مصادر تراثية ومعاصرة، ومنها "منتهى الآمال"، وكتاب "سيره پیشوایان"(فارسي)، وبعض الكتب العربية، وبرنامج "نور السيرة" الكمبيوتري.
وأضاف هواري: ليس المعيار في الروايات التاريخية هو مطابقة ما تقدمه كتب التاريخ؛ بل يجب الحديث عن الآداب والتقاليد وعن نوع الثياب والطعام وكلّ هذه الأمور مشهودة بوضوح في رواية "الهادي".
رواية "الهادي" تمهد الطريق لإنتاج مسلسل تلفزيوني تاريخي
ومن ثمّ كانت مشاركة الكاتب الدكتور عليرضا مهرداد، وهو من حكام الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الكتاب الرضوي، وفي تحليله للرواية اعتبر مهرداد أنّ من نقاط قوة رواية “الهادي" هو تلطيف الموضوعات والأفكار فيها لجذب اليافعين والشباب، وقال: إنّ رواية الهادي وبسبب ما فيها من تبسيط وجاذبية تقدم للقارئ حركة انسيابية مريحة من البداية إلى النهاية وبلا توقف.
وأشار إلى جزء من هذه الرواية واصفا إياه بأنه يروي قصة حب عذري يحمل في طياته تصويرا ممتازا لقيم العفة والالتزام بالحجاب. 
ولفت إلى أنّ في هذه الرواية الكثير من نقاط القوة ومنها: خلق الشخصيات، وحقن الأجواء التاريخية، وكذلك الوصف المناسب للأماكن ولدار الإمارة، وبعض الحوارات، وقال: يمكن لرواية "الهادي" أن تكون مشروعا لإنتاج مسلسل تلفزيوني تاريخي. 
 كما أشار الباحث والكاتب مهرداد إلى بعض نقاط الضعف في الرواية، ومنها التغيير في نصوص الأحاديث والروايات، وقال في هذا الشأن: يمكن للكاتب أن يلجأ في روايته إلى الخيال في هوامش القصة وأحداثها الفرعية، ولكن لا يحق له التغيير في أصل الأحداث الواقعية، كما كان يمكن للكاتب أن يستفيد من الزيارة الجامعة الكبيرة في كتابة روايته.
رواية "الهادي" نتيجة بحث علمي عميق
الشاعرة وكاتبة قصص الأطفال واليافعين السيدة منيرة هاشمي شاركت في هذا الويبنار وفي مناقشة الرواية؛ حيث اعتبرت في مشاركتها أنّ معيار نجاح العمل الأدبي يتمثل في مدى قدرته على جذب أكبر عدد من القرّاء، وقالت: نجح كاتب رواية" الهادي" مضافا إلى حفاظه على الخطوط الحمراء في تبسيط أجواء روايته وإبعادها عن الموضوعات الصعبة؛ فاستطاع بذلك على جذب الجمهور العام مضافا إلى الجمهور الخاص.
وقالت: الأعمال الروائية والقصصية التي تتناول سيرة الأئمة الأطهار(ع) قليلة للغاية؛ لذلك تعتبر رواية "الهادي" بداية موفقة للكاتب للبدء في إبداع أعمال أدبية من هذا النوع.
وأضافت: لا شكّ أنّ الكاتب قام بمطالعات واسعة كمقدمة لتأليف هذه الرواية؛ حيث أننا نرى الجودة في تصوير وبناء الأمكنة والشخصيات والسرد القصصي، وهذا أمر يتطلب عملا بحثيا عميقا وواسعا، وإننا نرجو رؤية المزيد من هذه الأعمال الروائية والقصصية على يد الكتّاب في بلادنا. 
من جهته قدّم الأمين العلمي للدورة الثالثة عشرة لمهرجان الكتاب الرضوي بيانا مجملا لفترة حياة الإمام الهادي(ع) وحكومة المتوكل العباسي، مشيرا إلى أنّ موضوع رواية "الهادي" هو رواية تلك الفترة رواية قصصية مع إشراك لقوة الخيال.
وأشاد فضيلة الشيخ مهدي باقري بجهود مؤلف رواية "الهادي"، وأضاف: بدأ المهرجان ومنذ دورتين مضافا إلى التركيز على حياة الإمام الرضا(ع) بالاهتمام بالموضوعات المرتبطة بالأئمة المعصومين من أبناء الإمام الرضا(ع) وبإمام الزمان(ع).
وقال مشيرا إلى سياسات المهرجان: تخضع الأعمال الواصلة إلى المهرجان لتقييم أولي، ومن ثمّ تقييم نهائي، ويقام لبعض هذه الكتب جلسات مناقشة، والهدف من ذلك المساهمة في ترويج ثقافة المطالعة، وتشجيع مؤلفيها ودعمهم، وتقوم سياسة المهرجان على إقامة ندوات مناقشة للكتب التي تحوز على جوائزه.
وأضاف الأمين العلمي للمهرجان: ربما تكون رواية "الهادي" أول كتاب في مجال الأدب والقصة والرواية يصل إلى أمانة الدورة الحالية من المهرجان.