المعجم الشعری؛ بحثٌ فی الحُقول الدلالیّة للکلمة فی الخطاب الشعری الحدیث - بلند الحیدری / تالیف: إبراهیم جابر علی/ اردن؛ عمان / 2015 م / 216 ص.
2015 ع ن / 949 ح 71609 / 892
یَسْعَىٰ هَذَا الْبَحْثُ لِدِرَاسَةِ دَلَائِلِیَّةِ الْکَلِمَةِ فِی المُعْجَمِ الشَّعْرِیِّ الحَدِیثِ،مُتَّکِئًا عَلَىٰ شِعْرِ بُلَنْدِ الحَیْدَرِیِّ أَحَدِ رُوَّادِ حَرَکَةِ الحَدَاثَةِ الشِّعْرِیَّةِ الْعَرَبِیَّةِ؛وَبِذَا یَکُونُ عَمَلُ الْبَحْثِ رَصْدًا لِطَبِیعَةِ التَّحَوُّلَاتِ الدِّلَالِیَّةِ فِی اللُّغَةِ الشِّعْرِیَّةِ المُعَاصِرَةِ،والَّتِی کَانَتِ انْبِثَاقَتُهَا الْأُولَىٰ فِی أَرْضِ السَّوَادِ /الْعِرَاقِ.
یَنْطَلِقُ الْبَحْثُ مِنْ تَعْرِیفٍ لِلْمُعْجَمِ الشِّعْرِیِّ یَتَمَثَّلُ فِی أَنَّهُ:تِلْکَ المُفْرَدَاتُ النَّشِطَةُ الَّتِی یُشَکِّل مِنْهَا الشَّاعِرُ قَصَائِدَهُ،وَالَّتِی لَا تَفْتَأُ تَتَکَرَّرُ بِشَکْلٍ مَلْحُوظٍ فِی إِبْدَاعِهِ.وَمِنْ ثَمَّ تُعَدُّ هَذِهِ المُفْرَدَاتُ النَّشِطَةُ خَطًّا عَمُودِیًّا یَخْتَرِقُ المُسْتَوَیَاتِ الْأُفُقِیَّةَ لِلنَّصِّ:الصَّوْتِیَّةَ،وَالتَّرْکِیبِیَّةَ/النَّحْوِیَّةَ ، وَالتَّصْوِیرِیَّةَ؛مِمَّا یَجْعَلُهَا تُمِثِّلُ المِفْتَاحَ الرَّئِیسِیَّ لِإبْدَاعِ شاعرٍ ما وَتُمَثِّلُ ـ بِصِدْقٍ ـ رُؤْیَتَهُ لِلْعَالَمِ.
وَلَـمَّا کَانَ ذَلِکَ کَذَلِکَ تَنْبُعُ أَهَمِّیَةُ التَّعَامُلِ النَّقْدِیِّ مَعَ المُعْجَمِ الشِّعْرِیِّ؛ذَلِکَ لِأَنَّهُ تَعَامُلٌ فَنِّیُّ یَرْصُدُ طَبِیعَةَ مَادَّةٍ أَوَّلِیَّةٍ یُشَکِّلُ بِهَا الشَّاعِرُ عَالَمَ نَصِّهِ،مَادَّةٍ خَامٍّ تَرْسُمُ الدَّوَائِرَ الَّتِی تُشَکِّلُ نَظْرَتَهُ لِلْوُجُودِ.المُفْرَدَةُ ـ إِذَنْ ـ هِیَ الَّتِی تَمْلَأُ فَرَاغَ ذَلِکَ الْعَالَمِ،وَمِنْ الْعَلَاقَةِ بَیْنَ کِلَا الجَانِبَیْنِ (المُفْرَدَةُ وَنَظْرَةُ الشَّاعِرِ لِلْوُجُودِ) تَتَخَلَّقُ بِنْیَةُ الْوُجُودِ الشِّعْرِیِّ.