اعتبر متولي العتبة الرضوية الشيخ أحمد مروي أن المواطنين ومن خلال مراعاتهم للقواعد الصحية قد أثبتوا أنه حتى في ظل انتشار فيروس كورونا فإن مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام غير قابلة للإلغاء، ومن خلال التزامهم بتلك القواعد سحبوا الذرائع من أيدي الحاقدين والمُنبطحين للغرب.
موقع (آستان نيوز): سماحته وبعد تقديمه التعازي خلال خطبته التي ألقاها في الحرم الرضوي بمناسبة ليلة العاشر من محرم وبحضور خدام الحرم الطاهر أشار للروايات الواردة عن فضل زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام وما لذلك من أثر عظيم في مغفرة الذنوب، واعتبر أن سبب انحراف عدد من المسلمين عن مسير العترة بعد وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان عدم امتلاك المعرفة والبصيرة، مذكّراً أن "الله سبحانه وتعالى دلّنا في القرآن الكريم على المصدر الذي علينا تلقي تعاليم الدين منه بعد وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأن المسلمين لو كانوا قد تمسكوا بالقرآن لكان هداهم للتمسك بالعترة."
كما أكّد أن السهام التي أصابت جثمان سيد الشهداء وبضعة النبي صلى الله عليهم وآله أي الإمام الحسين عليه السلام، كانت سهام الجهل.
وفي سياق آخر من حديثه، وفي إشارته لإقامة مراسم عزاء سيد الشهداء عليه السلام، تسائل سماحته عن سبب عظمة تأثير الإمام الحسين عليه السلام في قلوب الناس، وازدياد ذلك التأثير يوماً بعد يوم، إذ العالم يشهد إقامة مراسم العزاء في كل مكان.
وأضاف "في هذه السنة بالرغم من ما واجهناه من هذه الظاهرة المريرة لانتشار فايروس كورونا، إلا أنه ومع ذلك لم ينقص زخم مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه مثقال ذرة، وإن كانت قد رُفِعت رايات العزاء خلال الأعوام الماضية في كل شارع وحي، فهذا العام صار كل بيت وكل حارة حسينية."
وتابع سماحته "يجب تقديم الشكر للمواطنين الموالين والمحبين لأهل البيت عليهم السلام، وذلك على التزامهم بالقواعد الصحية، ولأنهم لم يعطوا الذرائع للمنبطحين للغرب، وللغرباء، ولأنهم أقاموا مراسم عزاء الإمام الحسين عليه السلام على أفضل شكل."
كما أشار الشيخ مروي إلى تلبية المواطنين لنداء سماحة قائد الثورة الإسلامية فيما يتعلق بمراعاة القواعد الصحية خلال إحياء مراسم العزاء، وقال "إن سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي كما كل عام أقام مجالس عزاء بمناسبة محرم، وبدون حضور، لكي يؤكد أنه مهما كانت الظروف لا يجب إيقاف إقامة مجالس العزاء."
كما أرسل سماحة الشيخ مروي تحاياه للعلماء والمراجع العظام في قم والنجف، ولفت إلى أن "العلماء ومراجع التقليد العظام، قد وقفوا بشجاعة في وجه التصرفات الخرافية، والموجبة للوهن في الدين، والتي تُمارس من قبل المتحجرين، والرجعيين وبعض العوام، وقد وقف أولئك العلماء مع الحق، ودافعوا عن حقيقة الدين، وعن تعاليم أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وعن عقلانية الدين والتشيع."