إکنا: قال رجل الدين الايراني والمدرس في الحوزة العلمیة في قم المقدسة إن المفكر، والمجتهد، والعلامة الفقيد "آية الله محمد تقي مصباح يزدي" قد عمل منذ عقود علی أسلمة العلوم الإنسانیة حیث لم یکن إهتماماً شائعاً.
وأشار إلی ذلك، رجل الدين الايراني، والعضو في رابطة المدرسین في الحوزة العلمیة في قم المقدسة، "آیة الله سید محمد غروي" في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية في معرض حدیثه عن أهم إنجازات آیة الله "مصباح یزدي" الذي توفي قبل أیام اثر المرض.
وقال إن عمره کان مبارکاً حیث إستطاع تعلیم طلاب متفوقین في مجال الفلسفة والدین کما إنه کان فیلسوفاً لدیه إشراف علی "الحکمة المتعالیة" للفیلسوف "ملاصدرا".
وأضاف أن الفقید قد عمل منذ إنتصار الثورة الإسلامیة الايرانية علی أسلمة العلوم الإنسانیة وکان أول من إهتم بذلك حیث قام بإعداد مشروع وأنجز الکثیر في هذا المجال.
وأردف المدرس في الحوزة العلمیة قائلاً: إنه قد قام بتأسیس "مؤسسة الإمام الخمیني (ره)" للتعلیم والبحث التي تضمنت فروعاً عدیدةً وتعمل علی إعادة النظر في مصادر العلوم الإنسانیة وإنتاجها.
وأضاف أن المؤسسة بدأت تعلیم فروع علوم النفس والإجتماع والإدارة والقانون والسیاسة وفق أسس دینیة لطلاب الحوزات العلمیة.
وقال آیة الله سيد محمد غروي إن الإهتمام باللغات الأخری وتخریج طلاب من مختلف اللغات وإیفادهم إلی مختلف الدول کان من أهم إنجازات مؤسسة الإمام الخمینی(ره) التي أسسها آیة الله مصباح یزدي.
وأشار إلی التفسیر الموضوعي للقرآن الکریم الذي ترکه آیة الله مصباح یزدي قائلاً: إنه قد بدأ بکتابة التفسیر منذ السبعینیات وقد أنجز الکثیر في هذا المجال حیث ترك إرثاً تفسیریاً یتمیز بالإبداع والإنسجام ومن أهم کتبه التفسیریة "الدراسات الکونیة" و"الدراسات الإلهیة" و"الدراسات الإنسانیة" و"الوحي" و"النبوة" و"الأخلاق في القرآن" و"المجتمع في القرآن".
وإستطرد قائلاً: إن تفسیر آیة الله مصباح یزدي قد تمیز بالموضوعیة وأیضاً إستخدام الروایة في تفسیر الآیات وعرضه تفسیراً محکماً بالفلسفة والحکمة.
هذا ويذكر أن سماحة المجاهد والفيلسوف والفقيه الرباني الثوري، والعضو في مجلس خبراء القيادة في إیران، ورئيس مؤسسة الامام الخميني (رض) التعليمية والبحثية في قم المقدسة، آية الله محمد تقي مصباح يزدي، لبّى دعوة ربه مساء يوم الجمعة الماضي بعد صراع مع المرض في إحدى مستشفيات طهران، عن عمر ناهز 86 عاماً.