سازمان کتابخانه ها،موزه ها و مرکز اسنادآستان قدس رضوی

library.aqr.ir/Quarn
زیارة الإمام الحسين أم الإمام الرضا.. ماهي دلالة الأفضلية؟
2021-01-27
زیارة الإمام الحسين أم الإمام الرضا.. ماهي دلالة الأفضلية؟

 

السّؤال عن الخصوصيّة إنْ كان المراد هو علّة الحكم، فهذا مرتبط بملاكات الأحكام وعللها، وهذا الأمر لا يعلمه إلّا الله سبحانه أو من أطلعه الله على ذلك، وإن كان عن الحكمة من ذلك، فيمكن أن نحوم حول الحمى ونحتمل عدّة احتمالات، كما سوف ننقل ذلك عن بعض شرّاح الحديث، أمثال العلّامة المجلسيّ

الشيخ يوسف أحمد السلطان

نعم توجد رواية عن الإمام الجواد عليه السلام في هذا الشّأن بالخصوص، حيث سُئِل أيهما أفضل زيارة أبيك الرضاعليه السلام أو زيارة الحسين بن علي عليه السلام؟ وهذه الرّواية قد رواها الشّيخ الكلينيّ بإسناد معتبر عن عليّ بن مهزيار(الأهوازي) قال: قلت لأبي جعفر: "جُعِلْتُ فِدَاكَ زِيَارَةُ الرِّضَا أَفْضَلُ أَمْ زِيَارَةُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ؟  فَقَالَ: زِيَارَةُ أَبِي‏ أَفْضَلُ‏؛ وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله يَزُورُهُ كُلُّ النَّاسِ وَأَبِي لَا يَزُورُهُ إِلَّا الخَوَاصُّ مِنَ الشِّيعَة ورواها عن الكلينيّ ابن قولويه في كامل الزّيارات، والشّيخ الطّوسيّ في التّهذيب.

فإن فُهِمَ واستُظْهِرَ من قوله عليه السلام وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الله يَزُورُهُ كُلُّ النَّاسِ وَأَبِي لَا يَزُورُهُ إِلَّا الخَوَاصُّ مِنَ الشِّيعَة عموم التّعليل -كما استظهره بعض الأعلام- فيقال بأفضليّة زيارة الرّضا على زيارة الحسين‘ مطلقاً. وإلّا فيقال: باختصاص الأفضليّة بذلك الزّمان الّذي صدر فيه النّص، كما احتمل ذلك العلّامة المجلسيّ في شَرْحَيْهِ على التّهذيب والكافيّ، فذكر أكثر من احتمال، حيث قال في كتابه ملاذ الأخيار: "لعلّ هذا كان مختصّاً بذلك الزّمان، فإنَّ الشّيعة كانوا لا يرغبون في زيارته إلّا الخواصّ منهم الّذين يعرفون فضل زيارته. فعلى هذا التّعليل في كلّ زمان يكون إمام من الأئمّة أقلّ زائراً يكون ثواب زيارته أكثر. أو المعنى: أنّ المخالفين أيضاً يزورون الحسين، ولا يزور الرّضا إلّا الخواّص وهم الشّيعة، فتكون من بيانيّة.  أو المعنى: أنّ من فرق الشّيعة لا يزوره إلّا من كان قائلًا بإمامة جميع الأئمّة عليهم السلام، فإنّ من قال بالرّضا لا يتوقّف في من بعده، والمذاهب النّادرة الّتي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر.

فالوجه في التّعليل: إمّا قلّة الزّائرين أيضاً، أو أنّ حضور المخالفين يصير سبباً لقلّة فضل الزّيارة، كما يومي إليه التّعليل المتقدّم في نظره تعالى إلى زوّار الحسين عليه السلام قبل نظره إلى أهل الموقف.

وقال في كتابه مرآة العقول، الّذي هو شرح للكافي ما نصّه: لا يبعد اختصاص هذا بذلك الزّمان؛ فإنّ الشّيعة كانوا لا يرغبون في زيارته إلّا الخواصّ منهم الّذين يعرفون فضل زيارته، فعلى هذا كلّ إمام يكون في زمان من الأزمنة أقلّ زائراً يكون ثواب زيارته أكثر، أو المعنى أنّ المخالفين أيضاً يزورون الحسين ولا يزورون الرّضا إلّا الخواصّ الّذين هم الشّيعة بأن تكون من بيانيّة، أو لا يزوره إلّا خواصّهم فإنّ من قال بإمامته قال بإمامة سائره.

  وأما بالنّسبة إلى أهمّيّة زيارة الإمام الرّضا عليه السلام، وعناية الأئمّة بزيارته بالخصوص؛ فإنّ ذلك يتجلّى من خلال الرّوايات الكثيرة الواردة عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام في الحثّ على زيارته.   فقد روي في فضل زيارته عن أبيه الكاظم عليه السلام من زاره كمن زار الله في عرشه هذا المعنى والمضمون المعروف اشتهاره في زيارة الحسين.

 فقد روى الشّيخ الكلينيّ بإسناده عن يحيى بن سليمان المازِنيّ، عن أبي الحسن موسى قال: مَنْ زَارَ قَبْرَ وَلَدِي عَلِيٍّ كَانَ لَهُ عِنْدَ الله كَسَبْعِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً.  قَالَ قُلْتُ: سَبْعِينَ حَجَّةً!  قَالَ: نَعَمْ، وَسَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ.  قَالَ قُلْتُ: سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ!  قَالَ: رُبَّ حَجَّةٍ لَا تُقْبَلُ. مَنْ زَارَهُ وَبَاتَ عِنْدَهُ لَيْلَةً كَانَ كَمَنْ زَارَ الله فِي عَرْشِهِ.  قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كَانَ عَلَى عَرْشِ الرَّحْمَنِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْآخِرِينَ، فَأَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ: فَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى، وَأَمَّا الْأَرْبَعَةُ مِنَ الْآخِرِينَ: فَمُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يُمَدُّ الْمِضْمَارُ، فَيَقْعُدُ مَعَنَا مَنْ زَارَ قُبُورَ الْأَئِمَّةِ، إِلَّا أَنَّ أَعْلَاهُمْ دَرَجَةً وَأَقْرَبَهُمْ حَبْوَةً زُوَّارُ قَبْرِ وَلَدِي عَلِيٍّ.

 ويمكن أن يقال: الظّاهر -احتمالاً لا جزماً؛ لعدم علمنا بملاكات الأحكام- أنَّ فترة الإمام الرّضا كانت فترة مفصليّة، فإمّا أنْ يبقى التّشيّع أو لا يبقى، كما كانت نهضة سيّد الشّهداء الإمام الحسين علیه السلام في فترة مفصليّة، فيمكن أنْ تكون مرحلة الإمام الرّضا شبيهة بمرحلة الإمام الحسين من هذه الجهة؛ باعتبار أنّ هناك أخطاراً واجهت التّشيّع داخليّاً من قبل الواقفة، وأخطاراً من الخارج، وهي قوّة ودهاء ومكر المأمون.

فإنّ هذه الأخطار وغيرها من شأنها أن تكون معول هدم تدمّر الدّين وتقضي على التّشيّع.  فيمكن أنْ تكون أهمّيّة زيارة الإمام الرّضا لهذه الخصوصيات وغيرها. فيكون التّركيز على زيارته، لأنّه يربط هذه الحلقة في سلسلة الإمامة، ما قبل إمامة الإمام الرّضا بما بعدها، ويقطع الطّريق على تيار الوقف الّذي قد يضلّ النّاس بسبب هذا الانحراف عن خطّ الإمامة، وإذا ما انتشر مكر المأمون وانطلت على النّاس خططه وحيله، فإنّه تنقطع حركة الإمامة، فالإمام علیه السلام استطاع في هذه الفترة الحرجة أن يبطل تلك المخطّطات من الدّاخل والخارج، لتستمرّ حركة الإمامة في الأئمّة الّذين جاؤوا من بعده، ولذلك ورد التّأكيد على زيارته.  ويبقى ما ذكرناه هنا تحليلاً؛ إذ إنّنا لا نعرف ملاكات الأحكام.

 عن مجلة رسالة القلم

أضف تعليق جديد:

نص عادي

Restricted HTML

Image CAPTCHA
أدخل الرموز التي تظهر في الصورة.