من قیم القرآن الکریم: قیم وعظیّة/ عقیل حسین عقیل/ بیروت: شرکة الملتقی / ۲۰۱۱م / 293 ص.
2011 و/م 746 ع 61/ 297
للقیم الوعظیّة غایات إنسانیة تربط الأنا و الآخر فی علاقات خاصة و عامة، بها یتّم إدراک الأمر، و بها یتّم تدبّره من أجل مستقبل أنفع و أفید و أهم. فالموعظة قیمة حمیدة
تفعل کونها مترتّبة علی فعل النصح، و هی التی علیها یکون حال الموعوظ بعد أن یأخذ النصیحة التی سبق أن قدّمت إلیه أو نصح بها من قبل حکیم أو خبیر أو عالم فی
الأمور و من له درایة و معرفة مسبقة.
القیم الوعظیّة قیم حمیدة؛ فلا ینظر لها من زاویة أنّها نصائح؛ فالنصیحة یمکن أن یؤخذ بها أو لا یؤخذ، و لکن الموعظة واجب الأخذ بها، لأنها لا تکون إلا فی خدمة غایات فی
مرضاة الله و طاعة أمره تعالی.
و لأنّ الموعظة الحسنة مستوجب الدعاء بها؛ فلم لایدعو الناس بها إلی سبیل ربهم حتی یتقارب الناس بعضهم إلی بعض إرادة و مودّة؟ فیبلغوا المعرفة الواعیة و الحجة
التی بها یحقّ الحقّ و یزهق الباطل.
و هنا فمن الحکمة أن یتّعظ الأنسان؛ فهو بالحکمة یرشد لما یجب اختصاراً للجهد مع اختصار للوقت و قلّة تکلفة، مع نتائج أکبر بلا تسرع، و فی کثیر من الأحیان تکون
مرامی الحکمة متجاوزة مستوی الفرد إلی مستوی الجماعة و المجتمع و حتی الأمة بأسرها.