من قیم القرآن الکریم: قیم شواهد/ عقیل حسین عقیل / بیروت: شرکة الملتقی / ۲۰۱۱م/ 293 ص.
ش / م 746ع 159/ 297
هذا الکتاب (قیم شواهد) ینحو نحو ما عاهدنا علیه أنفسنا أن نستقصی من القیم القرآنیة ما استطعنا إلیه سبیلا، و الشاهد من الشواهد القیم لا یمکن أن نقول إلاّ أنّ
الشاهد الواحد نفسه یحمل مجموعة من القیم القائمة، إما فی المعنی و المضمون الفکری، و أما فی الذات التی اکتسبت الشاهد من الفکرة، ومن ثمّ اتّصفت بما تحمل
تلک الفکرة من قیم، و علی هذا تکون مجموعة هذه القیم فی إطارین:
الأول: إطار داخلی تمتلکه الذات الإنسانیة عقلاً و فکراً و نفساً و روحاً لما تحمل هذه القیم من مفاهیم، توصل إلی دلالات خیّرة، تکون مدعاة للآخرین بتمثّلها اقتداء بمن
حملها و عمل بها و أوفاها حقها، الأمر الذی یدعو إلی نشر الفضیلة و التسامی الأخلاقی فی القول و الفعل و العمل و السلوک.
الثانی: إطار خارجی تکمن فیه القیم بدلائل الآیات الکونیة و ما تحمل من معجزات، تکون مدعاة للتفکر و التأمل و التذکر و التدبر من قبل العقلاء و أولو الألباب، الذین
یتفکرون فی خلق السماوات و الأرض و ما تحوی من مخلوقات یصل الإنسان من خلالها ضرورة إلی الوقوف علی هذه القیم و تمثلها من إطارها الخارجی.
إنّ هذه القیم تشکّل مجموعات من المبادیء و الأخلاق و القوانین و حتی الأعراف إضافة إلی أنّها عقیدة نابعة من دین؛ و لأنها تحمل مبادیء سامیة و أخلاق کریمة، و یجب
أن تکون کذلک، لأن مصدرها الخالق عزّ و جلّ؛ و جاءت إلی الإنسان و من أجله؛ فلذا هی إنسانیة الاستهداف و الغایة؛ فالسعید من أخذ منها و تمسک بما أخذ، و الشقی
من علمها و أدرکها فأعرض عنها.