وفقا لتقریر الموقع الإخباری للعتبة الرضویة المقدسة"آستان نیوز" فی هذه اللیلة التی تهطل فیها أمطار الغیب الروحیة، فتکون کلّ قطرة ملاکا یسقی صحراء الأرواح الجافة والعطشى، فی هذه اللیلة حضر من یقدرون الأوقات حقّ قدرها إلى حرم الإمام الرؤوف، ورفعوا أیدیهم یدعون الخالق المتعال، ومع الدموع والاستغاثة وهمهمات الغوث الغوث دعوا الباری تعالى بالعفو والمغفرة والخلاص من النار.
الإقبال على المشارکة فی هذه المراسم الروحانیة کان کبیرا للغایة، بحیث امتلأت أروقة الحرم الشریف وصحونه بالزائرین الکرام منذ ساعات اللیل الأولى. هذه المراسم الدینیة بدأت بتلاوة آیات من القرآن الکریم، تلاها قراءة دعاء "الجوشن الکبیر" بصوت الحاج حمید أکبری، والحاج مهدی سروری.
وبعد الدعاء کانت فقرة الخطابة الدینیة؛ حیث ألقى سماحة السید إبراهیم رئیسی متولی العتبة الرضویة المقدسة خطبة تناول فیها فضائل لیلة القدر وعظمتها، وقال: لیلة القدر لیلة الرحمة والمغفرة، وهی اللیلة اتی صرّح الشارع المقدس بأنّها خیر من ألف شهر.
عضو الهیئة الرئاسیة فی مجلس خبراء القیادة أوضح أنّ فی لیلة القدر نفحات المغفرة والرحمة الإلهیة، وأضاف: حقیقة لیلة القدر هی معرفة مقام ولایة الأئمة المعصومین(ع)، وهذا الأمر یعنی أنّ لیلة واحدة یقضیها الإنسان وهو موال للأئمة المعصومین(ع) هی أفضل من ألف شهر یحیاها تحت لواء حکومة بنی أمیّة أو بنی العباس.
سماحته بیّن أنّ الصاحب الحقیقی للیلة القدر وواسطة الفیض الإلهی فیها هو ولی العصر والزمان (أرواح العالمین لتراب مقدمه الفداء)، وأشار إلى دور إرادة الإنسان فی تقریر وتعیین مصیره، وقال: الشیء الذی یحدد مصیر الإنسان وقدره هو أعماله وقراراته التی یتخذها، وإذا کان الأمر غیر ذلک فإنّه لن یکون هناک معنى للیلة القدر؛ فالباری تعالى منّ على عباده بهذه اللیلة لتکون لیلة اتخاذ القرار والتحول والحرکة إلى الفلاح والسعادة الأبدیة عبر الحرکة إلى الباری تعالی.
لیلة القدر وقت للاستغفار
سماحته اعتبر أنّ لیلة القدر هی الوقت الأنسب للاستغفار، وقال: یجب أن لا نیأس من رحمة الباری تعالى فی جمیع الأوقات والأزمنة والظروف، لأنّ الیأس من رحمته تعالى وسوء الظن به سبحانه هی من الذنوب الکبیرة، وباب التوبة مفتوح دوما للعباد، والباری تعالى یحبّ التوابین.
متولی العتبة الرضویة المقدسة أوضحَ أنّ شهر رمضان المبارک هو فرصة کبیرة للتدرّب على العبادة وبناء النفس وتزکیتها، وقال مشیراً إلى شروط التوبة: للاستغفار ستة شروط؛ اثنان منهما رکنان وهما الندم على الذنب والعزیمة على ترکه، واثنان شرطان للقبول وهما أداء حق الله وحق الناس، والخامس والسادس شرطا کمال، وهما: استبدال ألم العبادة بلذة الذنب، و أن یذیب اللحم الذی نبت مع الذنوب، وهذه الشروط علمنا إیاها أمیر المؤمنین(ع) فی الروایة التی تقول: «والاستغفار اسم واقع لمعان ست: أولها: الندم على ما مضى.. والثانی: العزم على ترک العود أبدا.. والثالث: أن تؤدی حقوق المخلوقین التی بینک وبینهم.. والرابع: أن تؤدی حق الله فی کل فرض.. والخامس: أن تذیب اللحم الذی نبت على السحت والحرام، حتى یرجع الجلد إلى عظمه، ثم تنشئ فیما بینهما لحما جدیدا.. والسادس: أن تذیق البدن ألم الطاعات، کما أذقته لذات المعاصی».
حفظ حدود الله أفضل الأعمال فی شهر رمضان
سماحة السید إبراهیم رئیسی أوضح أنّه بناء على الروایات المبارکة فإنّ أفضل أعمال شهر رمضان هوالابتعاد من المحرمات، وحفظ حدود الله، وأضاف: فی هذا الشهر الفضیل وفی لیلة القدر المبارکة سوف یأخذ الباری تعالى بید کلّ عبد یعمل بالواجبات، ویترک المحرمات، ویقتدی بأهل بیت العصمة والطهارة(ع).
مواجهة الظلم أصل من أصول الدین
فی جزء آخر من حدیثه أشار سماحته إلى الکلمة الأخیرة لسماحة السید القائد والتی تحدث فیها عن نصرة المظلومین ومعاداة الظالمین، السید رئیسی قال: مواجهة الظلم أصل من أصول الدین، وهی من التعالیم التی أکدّ علیها أهل البیت(ع)، ونحن لایمکننا أن نعتبر أنفسنا شیعة وأتباعا لأمیر المؤمینن(ع) إذا ترکنا العمل بسیرته وبتعالیمه، فهو الذی قال فی وصیته لولدیه الحسن والحسین(ع) :«کونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا».
کما تضمنت خطبة سماحته إشارة إلى الجرائم التی یرتکبها آل سعود فی الیمن؛ ودعمهم لداعش فی سوریا والعراق، واعتبر أنّ نظام آل سعود هو امتداد استراتیجی للاستکبار فی المنطقة، وقال: الوقوف فی وجه الظالم ونصرة المظلوم هی من المبادئ الأساس للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، والدعم الذی تقدمه إیران للمظلومین لایختصّ بالشیعة، فهی تدعم الشعب الفسطینی وهم فی أغلبیتم الساحقة من أهل السنة، کذا تدعم جمیع المظلومین والمستضعفین فی أرجاء العالم.
وقال مخاطبا المؤمنین المشارکین فی مراسم الإحیاء فی الحرم الرضوی الطاهر: إن حرم الإمام الرضا(ع) هو محل وفود الأنبیاء والملائکة والأولیاء، وعلیه یجب أن لانضیع فرصة الحضور فی هذه اللیلة النورانیة فی هذا المکان المقدس.
وبعد الخطابة تضمنت هذه المراسم الروحانیة دعاء التوسل بالقرآن الکریم والذی قرأه سماحة السید رئیسی، وتحلل هذا الدعاء قراءة المراثی واشعار العزاء فی رثاء الإمام الرضا(ع)، ورثاء من فی هذه اللیلة تلقى ضربة السیف على الهامة وهو ساجد فی مسجده أی الإمام علی بن إبی طالب(ع).


http://globe.aqr.ir/portal/home/?news/47658/208857/965300/حقیقة-لیلة-القدر-هی-معرفة-مقام-ولایة-الأئمة-المعصومین(ع)