عشرة من أفضل القطع النقدیة الأثریة فی متحف العتبة الرضویة المقدسة
مجموعة المسکوکات فی متحف العتبة الرضویة المقدسة تضم أعداداً کبیرة من القطع النقدیة الأثریة التی تعود إلى مختلف العهود التاریخیة.
هی آثار یتجلى فیها التاریخ العریق لهذه البلاد. وفیما یلی نضع بین أیدیکم صورا ومعلومات عن عشرة من أفضل القطع النقدیة الأثریة فی مجموعة المسکوکات؛ لنتعرف بذلک على جزء صغیر من المسکوکات المحفوظة فی متحف حرم ثامن الأئمة الإمام الرضا(ع).
الدراهم الفضیة العائدة لفترة ولایة عهد الإمام الرضاعلیه السلام
لما اختار الخلیفة العباسی المأمون (198-218 هـ.ق) الإمام الرضا(علیه السلام) لولایة عهده سنة 201 هـ.ق ضربت هذه الدراهم باسم الإمام احتفالا بهذه المناسبة.
وقد نقشت بعض العبارات علی وجهی هذه العملة، وهی: « لله / محمّد رسول الله/ المأمون خلیفة الله/ مما أمر به الأمیر الرضا / ولی عهد المسلمین علی بن موسى/ بن علی بن أبی طالب / ذوالریاستین / محمّد رسول الله أرسله بالهدى و دین الحقّ لیظهره على الدین کله و لو کره المشرکون»، وعلى وجهها الآخر «لا إله الا الله وحده/ لاشریک له/ المشرق» و ایضاً «بسم الله ضرب هذا الدراهم بسمرقند سنة إثنین و مئتین و لله الأمر من قبل و من بعد و یومئذ یفرح المؤمنون بنصرالله»
ضربت هذه النقود التی تعود إلى زمان ولایة العهد الإمام الرضا (ع) فی عدد من المدن منها: مرو و سمرقند و فارس و أصفهان و المحمدیة (الری) و نیشابور خلال السنوات 202 إلی 204 هـ.ق. تضم مجموعة المسکوکات فی متحف العتبة الرضویة المقدسة قطعتین منها مضروبتین فی سمرقند سنة 202هـ.ق و أصفهان سنة 203هـ ق.
قطع نقدیة تعود للعهد الأخمینی معروفة باسم "شِکِل"
کورش الکبیر مؤسس سلسلة ملوک الأخمینیة (530-550 ق.م) بعد انتصاره على کروزوس (آخر الملوک اللیدیین) وسیطرته على مدینة سارد فی العام 547 ق.م عمل على ضرب مسکوکات نقدیة فی هذه البلاد. أول مسکوکات فی إیران القدیمة ضربت باسم الأخمنیین کانت فی زمن الملک داریوش الأول (522- 486ق.م)، فقد قام هذا الملک بضرب قطع نقدیة ذهبیة باسم دَریک أو زَریک (یبلغ وزنها 8.5 غران تقریبا)، وقطع نقدیة فضیّة باسم سیکل أو شِکِل (بوزن 5.5 غرام تقریباً)، على أحد وجهی هذه القطع صورة للملک الأخمینی یحمل قوسا وسهما، وعلى وجهها الآخر انخفاض مستطیل الشکل.
مسکوکات تِترا دِراخم (أربع دراهم) تعود لعهد الاسکندر المقدونی
نجح الاسکندر المقدونی (323-336 ق.م) بالانتصار على الجیش الإیرانی بقیادة داریوش الثالث فی العام 331 ق.م ، وکان فی هذه الهزیمة سقوط الأسرة الأخمینیة، وسیطرة الاسکندر الکبیر على الاراضی والثروات العظیمة للأخمینیین، نقش على أحد وجهی مسکوکة تترا دراخم(أربعة دراهم) صورة نصفیة لهرقل البطل الیونانی الأسطوری بقبعة من جلد الأسد، ونقش على الوجه الثانی صورة زیوس (کبیر آلهة الیونانیین) مع اسم الاسکندر بالحروف الیونانیة.
مسکوکة دراخم فضی تعود لعهد الملک الأشکانی فرهاد الخامس
فرهاد الخامس أو فرهادک (2 ق.م- 4م)ابن فرهاد الرابع والملکة موزا، وصل إلى السلطة بعد مقتل والده، نقش على أحد وجهی هذه القطعة النقدیة صورة نصفیة لفرهاد الخامس بلحیة مطلقة وشعر مجعّد، وفی جانبیه صورة مَلکین یحملان الخاتم الشهریاری باتجاه رأسه. ونقش على وجهها الثانی صورة نصفیة للملکة موزا وعلى رأسها تاج فخم وقد تزینت بعقد من اللؤلؤ؛ هذا العقد یمثل نموذجا للحلی والجواهر وفن صناعة الجواهر الإیرانی فی العهد الساسانی. ضربت هذه القطعة النقدیة فی مدینة ریغا (الری الیوم) فی عهد فرهاد الخامس الاشکانی الذی استمر حکمه ست سنین.
مسکوکة نصف "اُبُل" باسم الملک بیروز
بیروز هو الملک السابع عشر فی الأسرة الساسانیة، وابن یزدجرد الثانی الساسانی (438_457 م)، وصل إلى سدة الحکم بعد تغلبه على أخیه الشاب هُرمزد الثالث(457-459م)، شهدت حکومته التی استمرت ستة وعشرین عاما قحطا وجفافا شدیداً استمر سبع سنوات.
من بین المسکوکات الساسانیة المعروضة فی هذه المجموعة ثلاثة دراخم (دراهم) فضیة تعود لعهد بیروز الساسانی، لم یسجل علیها تاریخ ضربها، ومن المسکوکات العائدة إلى عهد هذا الملک مسکوکة فضیة باسم نصف ابَل، وهی أیضا خالیة من تاریخ الضرب، وزن هذه المسکوکة أقل من ثلث الغرام، قطرها 12.26 میلیمتر، وهی بذلک تعتبر أصغر مسکوکة ساسانیة فی مجموعة متحف العتبة الرضیة وأخفها وزناً.
درخم (درهم)فضی یعود لعهد الملک قباد الثانی الساسانی
أمسک قباد الثانی (شیرویه) بمقالید الحکم بعد تنحی أبیه کسری الثانی ( کسری برویز) سنة628م، وضربت هذه النقود فی نهاوند فی السنة الثانیة من حکم قباد الثانی. علی أحد وجهی هذه القطعة النقدیة صورة قباد الثانی، وعلی وجهها الآخر صورة لجزء من معبد النار مع اثنین من الموبذین الزردشتیین.
مسکوکة درهم «أولجایتو» الفضی؛ باسم الأئمة الإثنی عشر(ع)
السلطان محمد خدابندا أولجایتو (703-716هـ.ق) ثامن ملوک الإلخانیة المغولیة، وصل إلى الحکم بعد محمود غازان خان، ضربت هذه المسکوکة فی مدینة کاشان فی أواخر حکم هذا السلطان وبعد اعتناقه المذهب الشیعی، نقش على أحد وجهیها «ضرب فی أیام دولة المولى السلطان الأعظم مالک رقاب الأمم اولجایتو السلطان غیاث الدنیا والدین خدابنده محمد خلدّ الله ملکه» وعلى وجهها الآخر «لا إله إلا الله محمد رسول الله علیّ ولی الله اللهم صلّ على محمد وعلی والحسن والحسین وعلی ومحمد وجعفر وموسی وعلی ومحمد وعلی والحسن ومحمد». من الجدیر ذکره أنّ اولجایتو عمّد صغیرا بالمسیحیة باسم نیکولا، وبعد مدة تحوّل إلى البوذیة، ومن ثمّ اعتنق الإسلام على المذهب الحنفی، وبعد مدة اختار مذهب أهل البیت(ع) بعد مناظرة العلامة الحلی ونظام الدین المراغی، وأمر بأن تنقش أسماء الأئمة الإثنی عشر على القطع النقدیة والمسکوکات.
مسکوکة درهمین فضة باسم ساتی بیک خاتون
ساتی بیک خاتون ابنة أبو سعید تاسع وآخر الملوک الکبار فی الأسرة الإلخانیة المغولیة، ساتی بیک هی الإمرأة الوحیدة من الأسرة الإلخانیة التی وصلت إلى الحکم، وقد أُجبرت من المحیطین بها على المطالبة بالسلطة فی العام 739 ق وفی نهایة ذات السنة عُزلت عن الحکم.
مسکوکة الدرهمین الفضیة باسم ساتی بیک خاتون مسکوکة نادرة ضربت فی مدینة حصن (من نواحی دیاربکر) فی العام 739ق، وزنها 1.33 غرام، نقش فی مرکز أحد وجهی هذه القطعة النقدیة عبارة «السلطانه العادلة ساتی بیک خان خلد الله ملکها» وعلى الهامش عبارة: «فی سنة (تسع و) ثلثین و سبعمأئة»، وعلى وجهها الآخر نقشت عبارة: "لا إله إلا الله" فی دائرة منقوشة فی مرکزها، وعلى الأطراف أربع دوائر کتب فیها "محمد الأمین رسول الله"، وفی الهامش أسماء الخلفاء الأربعة.
دینار مردوایج بن آل زیار
مردآویج بن زیار (323-315 هـ.ق) مؤسس الدولة الزیاریة التی کانت تحکم المناطق الشمالیة من إیران أی جرجان و قزوین و طبرستان ، وقد ضرب نقودها فی ماه البصرة ( مدینة نیهاوند) سنة 322 هـ.ق. نقش على وجه هذه القطعة النقدیة «لله الأمر من قبل و من بعد یومئذ یفرح المؤمنون بنصر الله بسم الله ضرب هذا الدینار بماه البصرة سنة اثنین وعشرین و ثلاثمائة» وأیضا «لا إله الا الله وحده لاشریک له أبوالقاسم بن أمیرالمؤمنین مرداویج بن زیار»، وعلى وجهها الآخر نُقش «محمد رسول الله أرسله بالهدى ودین الحق لیظهره علی الدین کله و لو کره المشرکون».
مسکوکات فضیة مفتولة تعود لعهد الشاه طهماسب الصفوی الأول
بالإضافة إلى المسکوکات المتعارفة شهد العهد الصفوی ضرب قطع نقدیة ومسکوکات بشکل مفتول؛ بحیث یکون شکلها شبیها لمشبک الشعر، وجها هذه المسکوکات یحملان نقوش تشایه غیرها من مسکوکات العهد الصفوی، ففی أحد وجهی هذه المسکوکة نقشت عبارة: «طهماسب الصفوی الحسینی خلد الله ملکه»، والوجه الثانی لها حمل عبارة : «لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله علی ولی الله». ضربت هذه المسکوکات للمرة الأولى فی منطقة "لار" ولهذا سمیت بالمسکوکات اللاریة. یبلغ وزن المسکوکات الفضیة المفتولة الموجودة فی مجموعة العتبة الرضویة المقدسة حوالی 4.80 إلى 4.94 غرام، وطولها 49.74 إلى 56.07 میلیمتر،وقطرها 2.42 إلى 2.50 میلیمتر.
دراهم علی بن بابویه(عماد الدولة 320-338 ق)
آل بویه أبناء أبوشجاع بویه ابن فناخسرو الدیلمی من الأمراء المحلیین الشیعة فی منطقة شمال إیران، سیطر آل بویه بالتزامن مع ضعف الخلافة العباسیة على مناطق واسعة من إیران فی القرنین الثالث والرابع الهجریین، ومن ثم ّ سیطروا على مرکز الخلافة الإسلامیة. المسکوکات العائدة لآل بویه والموجودة فی هذه المجموعة ضربت فی السنوات 324 إلى 405 ق وفی دور ضرب مختلفة، درهم علی بن بویه(عماد الدولة) الفضی هو أقدم القطع النقدیة الأثریة العائدة لعهد آل بویه فی هذه المجموعة، ویشاهد فی نقشها اسم الخلیفة العباسی الراضی بالله، ضربت هذه السکة فی شیراز سنة 324 ق.
http://globe.aqr.ir/portal/home/?news/47658/208857/1047162/عشرة-من-أفضل-القطع-النقدیة-الأثریة-فی-متحف-العتبة-الرضویة-المقدسة