من المدرسة الیوسفیة إلى دار القرآن الکریم
إذا ذهبتم لزیارة الإمام الرضا (ع) من جهة الرأس الشریف تعبرون بالتأکید من الصحن الجمهوری وهذا الصحن من الصحون التی أنشأت حدیثاً بعد انتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة. عندما تدخلون إلى هذا الصحن وتقفون مقابل الشباک الفولاذی وتلقون السلام على الإمام (ع) تلاحظون إذا دققتم قلیلاً قبب زرقاء اللون إلى جانب القبة الذهبیة.
لا نقصد قبة مسجد کوهر شاد فیروزیة اللون نقصد القبة الموجودة بین قبة مسجد کوهر شاد والقبة الأصلیة والتی هی لمدرسة " دودرب" هذه القبة هی الموجودة بوضوح فی الصورة التی اخترناها لتشاهدها عیونکم الجمیلة.
فاطمة جهان بور المحققة لعقود الوقف الخاصة بالمدارس القدیمة قالت فی کتابها " مکاتب ومدارس العتبة الرضویة المقدسة القدیمة" الذی طبع ونشر بهمة مؤسسة المکتبات والمتاحف ومرکز الوثائق فی العتبة الرضویة: وجد منذ قدیم الزمان نوعان من المراکز التعلیمیة بجوار حرم الإمام علی بن موسى الرضا (ع) الأول مکاتب تعلیم الأطفال وهی بمنزلة المدارس الإبتدائیة الیوم والثانی المدارس العلمیة والدراسة فیها تخصصیة وتشمل المراحل الدارسیة العالیة.
ومن خلال الدراسة التی أجریت على الوثائق الموجودة فی مرکز وثائق العتبة الرضویة یمکن أن نستنتج قیام ثلاثة مکاتب فی الحرم المنور أقدمها مکتب الأطفال فی الصحن القدیم.
وبعد ذلک فی عام 1926مـ قامت الحکومة بمنع هذه المکاتب من التدریس بسبب ضعف الاهتمام بالصحة فیها وبسبب أصول التعلیم الخاطئة المتبعة، وتم افتتاح المدارس الإبتدائیة الحکومیة.
والعتبة الرضویة بالتبع أیضاً قامت بتأسیس مدرسة ابتدائیة من أرباح الأوقاف المتعلقة بالمکاتب ونقلت الأطفال للدراسة فیها.
الآن نرید أن ننتقل من هذه المقدمة إلى مدرسة "دودرب" المدرسة التی یعود بناؤها إلى عصر شاهرخ ومؤسسها السید غیاث الدین یوسف خواجه بهادر أحد الشخصیات البارزة التی کانت فی خراسان.
لقد تم إحداث هذا البناء بشکل رائع من الناحیة المعماریة والکاشی والرسوم الموجودة فیه، وهو نموذج جمیل عن أسلوب نحت الآجر فی العصر التیموری من قبل غیاث الدین أمیر یوسف خواجه بهادر فی عام 843 هـ.ق نفس عصر بناء مسجد کوهرشاد لتعلیم طلبة العلوم الدینیة، وبقی مدة باسم " یوسف خواجه" أو الیوسفیة ثم تبدل اسمه إلى مدرسة دودرب بسبب وجود بابین له المدخل الشرقی للمدرسة والمدخل الغربی.
لهذه المدرسة قبتین فی الجهة الجنوبیة منها وبین هاتین القبتین حجر قبر بتاریخ 846 باسم یوسف خواجه بهادر. یعتقد مهدی سیدی أحد مؤرخی خراسان المشهورین أن هذه المدرسة ومقاربرها تعود لعائلة أمیر شیخ علی بهادر.
والیوم هذا المکان معروف باسم دار القرآن الکریم، مساحته 500متر مربع فی طابقین ویشتمل على 32 غرفة . وهذه المدرسة الیوم فی وسط أماکن الحرم الرضوی المطهر وقد تم ترمیمها بقرار من متولی العتبة الرضویة المقدسة.
مدرسة دودرب منذ عام 2002 تدریس علوم القرآن والحدیث تحت إشراف إدارة تعلیم علوم القرآن والحدیث وفی الوقت الحاضر تقام مجالس الأنس بالقرآن والصفوف التعلیمیة لهذه الإدارة فی هذا المکان.
الصورة التی کانت السبب فی هذا الشرح هی صورة محمد صانع إلتقطها فی عام 1973مـ وهی الآن محفوظة فی مرکز الوثائق والمطبوعات فی العتبة الرضویة المقدسة.
http://globe.aqr.ir/portal/Home/ShowPage.aspx?Object=NEWS&ID=04d1adba-e49e-4e08-9694-b3791a9fc464&WebPartID=e5e2367e-a40f-4f50-9a02-a9f7f08a463b&CategoryID=c36c552d-95c4-4e9a-bad4-bc7c274d8099