التناص فی القرآن: دراسة سیمیائیة للنص القرآنی/ هادیة السالمی/ إربد: عالم الکتب الحدیث/ ۲۰۱۴م/ 527 ص/ جدول.
ت 228 س 153/ 297
خطة البحث
«التناصّ فی القرآن» دراسة تقوم على ثلاثة أبواب :
مهّد لها بباب تمهیدیّ «فی البناء النصّی»، و ختم بباب تألیفیّ «القرآن و التراث المیثولوجیّ».
أمّا الباب الأوّل فمخصّص «للبناء التناصّی»، و یبنى البابان الثانی و الثالث على بنیة التناصّ فی القرآن داخلیّا فخارجیّا، و قد احتوى کلّ من البابین على أربعة فصول فی حین قام الباب التمهیدیّ و الباب الأوّل و الباب التألیفیّ على ثلاثة فصول فحسب لکلّ منها أربعة مباحث، و قد ذیّل البحث بقائمة مصادر و مراجع و فهارس للمصطلحات و الأعلام و للآیات و الحدیث النبوی.
یمثّل الباب التمهیدیّ توطئة لتعریف النص تنظیرا و ممارسة و قضایا فتتبّع ممارسة النص فی الثقافة العربیّة، ثمّ الغربیّة و رصد مقوّمات النصیّة فی الدرس الحدیث، و قیمة القراءة و الکتابة فی دلالة النص و تناصه و توالده، ثمّ تخلّص للوقوف على ممیّزات النص القرآنیّ محور البحث؛ فهذا الباب یتدرّج من النص فضاء سیمیائیّا إلى صنف خاص من النصوص.
أمّا الباب الأوّل فهو تعیین لمجال السیمیائیّة إطارا نظریّا لبحوث التناص إذ تعتبر السیمیائیّة مجالا خصبا لدراسة العلامات، و هو علم یولی الدلالة مکانة مرموقة؛ لأنّها محور التواصل و دراسة التناصّ، فی هذا الإطار وقوف على عملیّة تفاعل النصوص فیما بینها و تأثیر هذا التفاعل فی إنتاج الدلالة.
و لقد کان القرآن النص الذی استوعبه هذا العمل، فکان بحثا فی مکوّناته و رصدا لدلالات حضورها و غیابها ذلک أنّ للعلامات و هجها بالقوّة أو بالفعل.
و لقد کان للتناصّ فی القرآن نوعان: داخلیّ و خارجیّ.
ففی بنیة التناص الداخلیّ کان القرآن مدخلا للتأویل و نصّا له من العتبات ما یوازی متنه فی إنتاج الدلالة .
أمّا فی بنیة التناص الخارجیّ فالقرآن نص صنعت دلالاته نصوص قدیمة قد یظنّ تآکل أصولها و لکنّها لم تفعل، و هو یشترک معها فی الصدى الدلالیّ جیئة و ذهابا ... .
و لقد قامت بنیة التناصّ الداخلیّ فی القرآن على محدّدات أهمّها قابلیّة القرآن نصا للقراءة الحمیمیّة الصائتة أوّلا و استعداده للتلاوة ثانیا باعتباره نصا مدونّا.
و فی باب بنیة التناصّ الخارجیّ فی القرآن، درس صلته بالواقع فی تجلّیات مختلفة، فلمّا کان القرآن نصّا دینیّا بمعتقداته و شعائره، کانت روابطه بالواقع العقدیّ متمثّلة فی ما تداولته الشعوب من شعائر تعبدیّة قد یکون الإسلام امتدادا لها، و للحنیفیّة فی ذلک شأن غیر ما تقدّم فهی صدى بعید رجّعته قصّة النبیّ إبراهیم فی سور کثیرة تناصّت مع نصوص الکهان و سیرهم.
و القرآن إذ یواجه بقیّة الکتب السماویّة، ینفی البحث التناصّی أن یکون القرآن اقتباسا أو محاکاة، فهو متقاص عنهما و لکنّه إلیهما بسبیل من حیث الاستیعاب.
نتائج البحث:
1. قیمة التناص ودوره فی معالجة النص القرآنیّ کشفا عن آلیّاته و أشکاله و وظائفه فیه.
2. إدراک القیمة الکبرى للنصوص الموازیة فی فهم القرآن.
3. تبین مداخل جدیدة لقراءة القرآن و رصد تفاعلاته نصا فی سیرورة دلالیّة تاریخیّة.
4. التخلّص من الأحکام المعیاریة القاضیة بتصنیف النص الآخر و تأسیس حواریّة بین النصوص.
5. تفاعل النص القرآنی أجزائه بعضها ببعض هو عدل تفاعل القرآن ذاته مع نصوص أخرى مقدّسة و غیر مقدّسة و هذا التفاعل یقوم آیة على طواعیّة النص القرآنیّ للفهم المیثولوجیّ و عدم خروجه عن سیاق التاریخ.
6. و تعدّ نتائج هذا العمل نسبیّة قادرة فی ظلّ بحوث أنضج على الإسهام فی فهم النص القرآنیّ و تطویر قراءته بما یتیحه الذهن البشریّ من وسائل و ما یتمتّع به البشر من بصائر.