من قیم القرآن الکریم: قیم تأییدیّة / عقیل حسین عقیل / بیروت: شرکة الملتقی / ‎ ۱۴۳۲ق = ‎۲۰۱۱م / ‎311‎ ص.

1432 م 746 ع 61/ 297

إنّ هذه القیم إن لم تکن عقیدة و دین؛ فإنّها مبادیء و أخلاق، و علی هذا فإن کانت إسلامیة الهویة و المنبع و المصدر؛ فهی إنسانیة الامتداد و التلقی و الانصاف، فمن أخذ

القیم أفادته و نفعته، و من ترکها فلا یضّرها.

إن هذه القیم لم تکن حکراً علی إنسان دون آخر، أو أنّها لقوم دون قوم ضمن ما أشرنا إلیه من الخصوص و العموم، فالأخذ من البعض و الترک من البعض الآخر لا یقدح بقیمة

هذه القیم، و إنّما یقدح بعقل التارک و یمدح عقل الآخذ، و إن کان کلاهما یوحّد بینهما الانتماه إلی المصدر سواء فی العقیدة أم فی الإنسانیة، و یفرّق بینهما الاختلاف فی

الالتزام و التطبیق الذی قد یؤدی إلی نشوء عقدة فکریة، أو تشویش فکری فی أذهان طائفة من المثقّفین و المفکّرین حیال هذه القیم، لاختلاف عقائدهم الفکریة و

مواردهم الثقافیة، و لذا تتباین مواقف البعض لینفذ من ثغرة عدم التزام البعض بهذه القیم ممن ینتمون إلی هذه القیم، ثم یجعل ذلک دلیلاً علی الادعاء بوجود قصور فیها

من خلال اختلاف التصرّف الصادر عن بعض الأفراد.

أن هذه القیم تمثّل جزءً عظیماً من محامد الأمة التی بنت علیها تاریخها و تراثها و ثقافتها التی شادت لها الحضارة و المدینة ردحاً من الزمن لیس قصیراً، کون هذه القیم

قوام دین و بناء أخلاق و عماد فکر و أساس منطلق لا یختلف علی صلاحها عاقلان لأنّ نتائج الأخذ منها أو الاتّصاف بها تظهر الحقیقة الصافیة و القدوة السلیمة لجوهر هذه

القیم.