توظیف المرجعیات الثقافیة فی شعر محمد مردان/ محمد جواد علی/ ریاض: ضفاف؛ رباط: دارالأمان؛ الجزایر: الإختلاف/ ۱۴۳۴ق = ۲۰۱۳م/ 176 ص.
1434 ع ن/ 456 م 716/ 892
إنّ الدراسات الأکادیمیة الحدیثة التی قاربت الشعر العربی الحدیث لم تترک شاردة أو واردة یمکن أن تکشف عن ثراء هذا الشعر و غناه إلا و أتت علیه و عالجته بطرق مختلفة و مناهج متعددة، لکنه مع کل ذلک یظل قابلاً لمزید من الدراسات و البحوث و المقارابات و ذلک لضخامة المنتج الإبداعی فیه من جهة، و لأنه من جهة أخری محتشد بکثیر من القضایا و الأفکار و القیم التی تستجیب لرؤیا العصر و منطقة و منطقه و فلسفته بما ینطوی علیه من تقدّم و تطور و تحدیث و تجدید فی المجالات کلها، إذا لا یمکن أن یکون الشعر و سائر أجناس الأدب الأخری بمعزل عن هذا التطور و التقدم.
هذا موضوعاً یهدف إلی مواصلة الحاضر بالماضی فیما اصطلح علیه ب"المرجعیات"، و اختارت فی هذا الصدد قضیة "التوظیف الثقافی للمرجعیات" بوصفها آلیة مهمة فی الکشف عن طرائق التوظیف الثقافی و خصائصه الفنیة و الجمالیة، أما الأنموذج الشعری الذی صالحاً لهذه المهمة البحثیة فتمثل فی تجربة الشاعر العراقی محمد مردان، و هو شاعر ثرّ و عمیق له ست مجموعات شعریة جمعها فی مجلد "الأعمال الشعریة الکاملة"، فموضوع توظیف المرجعیات من الموضوعات التی لم یُسلّط علیها الضوء کثیراً فی الدراسات الأکادیمیة، و الشاعر محمد مردان شاعر خصب تتیح قصائده فرصة بحثیة کافیة للتوغل فی هذا الموضوع و تحلیله.
قد اشتملت خطة البحث علی تمهید نظری و ثلاثة فصول: الفصل الأول الموسوم ب"التوظیف الدینی" و الفصل الثانی و الفصل الثانی الموسوم ب"التوظیف التراثی" و الفصل الثالث المعنون ب"التوظیف السیر الذاتی".