السردیّة العربیة الحدیثة/ عبدالله إبراهیم/ بیروت: المؤسسة العربیة للدراسات و النشر/ ۲۰۱۳م/ ج.1 ( نقد ـ أدب)
ج.1 2013 س 133 الف 609 73/ 892
یطمح هذا الکتاب إلی بناء السیاق الثقافیّ لنشأة السردیة العربیة الحدیثة، و یتطلّع إلی استعادة التفاعلات الثقافیة فی القرن التاسع عشر التی شهدت انهیارات نسقیّة فی مفهوم الأدب، و تحلّل أبنیة السرد القدیم، و بدایة تشکّل الأنواع الجدیدة، و بذلک فالکتاب لایمتثل للفرضیات الشائعة حول نشأة تلک الظاهرة، إنّما یدعوا إلی التحرّر من هیمنة الخطاب الاستعماریّ الذی رسّخ جملة من التصورات الشائعة التی صاغت الوعی النقدی صوغاً قاصراً. و لا تتکشّف تحیّزات الخطاب الاستعماریّ دون رؤیة نقدیة تتخلص من فرضیّاته، و مقولاته، و نتائجه، و هی نتائج غیر دقیقة، و قد أهملت معظم الحیثیِات التی دفعت بالسردیة الحدیثة إلی الظهور.
و حیثما یدور الحدیث حول الظاهرة السردیة الحدیثة، فلا بد من الترکیز علی کیفیات التمثیل، و الوظائف، و التحوّلات البنائیة فی صیغ السرد. و کل بحث یتوخّی الدقة فی هذا الموضوع ینبغی ألا یهمل الترکة السردیة الثمینة التی تراکمت طوال أکثر من الف عام ثم تفکّکت بالتدریج، فالسردیة العربیة الحدیثة ظاهرة مرکبة تفاعلت أسباب کثیرة من أجل ظهورها، و لم تکن نتاج نص طلیعیّ انشق عن نسق نوعی فأوجد تیّاراً جدیداً اتبع فیما بعد؛ فذلک یستبعد الرصید السردیّ الضخم الذی ما انفک یتفاعل طوال القرن التاسع عشر، و یهمل القضیّة الأکثر خطورة: الکیفیة التی یتکوّن بها نوع جدید من أمشاج الظواهر السردیة السابقة علیه.