دیوان ابن زُقاعَة الغَزّی و هذا الدیوان بدیعَةٌ أدبیة و وثیقةٌ تاریخیة لاحتوائه علی کثیرٍ من مواضع فلسطین بأسمائها القدیمة / برهان الدین ابراهیم بن محمد بن بهادر القرشی (724 - 816 ق) / حقُقه: عبداللطیف زکی أبوهاشم - قدُمه: ناهض منیر الریس / عمان: أروقة / 2014 م / 364 ص.
د 163 الف 714 / 892
و طاف محبوبُنا بالکأس فی غَسَقٍ علی النَّدامی فیسقِیهم و یسقینی
تشعشعُ الکاسُ فی الظَُلماء من یدهِ فأشرقَ الغورُ و البحرُ الفِلَسطینی
هذه رؤیة من رؤی ابن زُقاعة الفلسطینی الغزی الشاعر المقرئ المتصوّف الفلکی العالم. و هذا المحبوب الذی یتحدث عنه الشاعر لیس إلا السر الأعظم، و هذا الکأس لیس إلا حلقة الذکر و مجالس النجوی، و هؤلاء الندامی هم رفقة تلک المجالس المتجردون ..
أما الغور و البحر الفلسطینی فهما حدّا الإقلیم الذی یدعی فلسطین من ناحیتی الشرق و الغرب، و ذکرهما بلسان هذا الشاعر شاهد علی رابطة المواطنة التی ربطته بهذا الوطن (فلسطین) قبل سبعة قرون من الزمان، و قد إجترأ الصهاینة الأفاکون علی إنکار وجوده و إنکار شعبه و إنکار الرابطة التی تربط الشعب بالوطن.
و سنجد الدیوان الذی نحن بصدده رسالة عشق طویلة و حب لله و لرسوله ملک علی الشاعر جماع نفسه، و نجد ذکر فلسطین و أنبیائها و أناسها و ترابها و نباتها جزءاً لا یتجزّأ من حیاة الشاعر المتصوّف و من عشقه و سیاحاته فی الزمان و فی المکان.
و قد حقق دیوان شعره الأستاذ عبداللطیف أبوهاشم الباحث و المحقق الفلسطینی الموثوق. و کذلک اقتنعت من جانبی أن أقدِّم له بهذه المقدمة. و کلانا - المحقق و المقدِّم - (انجذب) إلی موضوعه عن وعی و قصد، بعدما أثارته أمور ذات بال تلقاء فلسطین أولاً، و الشعر و الشاعر ثانیاً، و التجربة الروحیة التی عبّر عنها هذا الدیوان الشعری ثالثاً.
من مقدّمة
الأدیب و الشاعر الکبیر
ناهض منیر الریس