أدبیة النص الصوفی بین الإبلاغ النفعی و الإبداع الفنی / د . محمد زاید / عالم الکتب الحدبث الأردن / 411 ص.
الف 22 ز 709/ 892
إن هذا الکتاب أطروحة دکتوراه، لم تستکمل نضجها لتخرج من حیز الخمول إلی حیز التجلی إلا بعد أن نسجت حکایتها من صیرورة الروح و الجسد تضافر فی استنبات نویتها و تشکیل صورتها التزاوج بین الأدبی و الفلسفی .
تمثل الأدبی فی متصوره الجامع المترکز فی مفهوم الأدبیة الذی تمت سفسطه عبر عبور تاریخ وضع نظریات لفن الأدب فی الثقافات الکبری بین العهدین القدیم و الحدیث إذ تبلور مفهوم لأدبیة الأدب تجلی فی عدد من الخواص اللغویة و غیر اللغویة المتجسدة فی دوائر التعبیر الکبری : دائرة الشعر، دائرة النشر الفن و دائرة السرد .
اما الفلسفی فإنه ترکز فی حقل التصوف باعتباره ملتقی کثیر من التصورات الفلسفیة و الدینیة للإنسان و العالم، عرفت فی أحضان الأسلام تنظیرا و إبداعا بلغا من الشمولیة و الجمالیة و العمق درجة متقدمة حیث اعتبر التصوف علما من العلوم الإسلامیة الحادثة فی الملة کالکلام و غیره کما قرر إبن خلدون .
کان نص الصوفی المنجز فی الدوائر الأدبیة الثلاثة محور الکشف عن تجلیات الأدبیة من خلال نصوص أبداعیة لبعض کبار الصو فیة المشهورین کإبن عربی و النفری و الجیلانی و الحلاج ، و فی مقدمة الکتاب مزید البیان عن طبیعة النظریة و المنهج المؤطرین لعملیة الکشف هاته .
کان الرهان هو المصادرةعلی أن خاصیة الأدبیة بلغت فی النص الصوفی أقصی درجات الکثافة الممکنه لم تبلغه فی غیرها، و أن البلاغة الصوفیة بلاغة منفتحة یضبط ساحلها دون إمکان تحدید لججها أضف إلی ذلک کله القول : إن النص الصوفی یخدم أبعادا أخری من الجسم الفردی و الجسم الجماعی لایقدمها فی تکاملها نص آخر مختلف .
و فی نهایة هذه التوطئة لایسعنی إلا أن اتمنی للقارئ الکریم الإستماع بغور الفکرة و جمالیة القول و عمق التساؤل و نبل المقصد الذی تطرحه أدبیة النص الصوفی بین الإبلاغ النفعی و الإبداع الأدبی .