دیوان عامر بن الطفیل/ شرحهُ و ضبط نصوصه و قدّم لهُ عمر فاروق الطباع/ بیروت: دارالقلم/[-- ۱۴ق]/ ۹۴ ص.
ط ش/د 247 ع 711/ 892
هکذا دار مجمل شعره حول الفخر الذاتی و الجماعی مرتکزاً على وصف تألقه فی القتال و مواجهة الأبطال و افتتانه فی الکر و الفر، معدداً غاراته على أعدائه من القبائل الیمینة و ذاکراً الأیام التی شهدها، و منها یوم الرحرحان و یوم شعب جبلة و یوم فیف الریح. و یتمیز أسلوبه بالصیاغة المحکمة و متانة الترکیب و الإیقاعات القویة و تلاحم العبارات. و نحن نتلمس فی هذا الشعر واقع الشاعر و صورة البیئة و المجتمع الجاهلیین.
أما دیوان عامر بن الطفیل الذی بین أیدینا الذی نقدمه لأبناء الضاد و محبیها و المهتمین بتراثها الشعری فهو بروایة أبی بکر محمد بن القاسم الأنباری نقلاً عن "ثعلب" أبی العباس أحمد بن یحیى. و البارز فی هذه الطبعة الجدیدة- بالإضافة إلى ترتیب قصائد الدیوان تبعاً لترتیب الأحرف الهجائیة، و العنایة بضبط القصائد بالشکل التام و التعریف بما تیسر من المناسباتها التی نصت علیها المصادر القدیمة و المراجع التی استندت إلیها مع تجنب الوقوع فی ازدواجیة الشرح، بین صنعة القدماء و المحدثین الذین استندوا إلى مأثور تلک الصنعة، لما فی مثل هذه الازدواجیة من سلبیات لعل أبرزها الإطالة، و المکرور من الشروح، و ما فی هذا و ذاک من الإملال و البعد عن الدقة و انعدام البیان الجازم.
هکذا جاء شرح هذا الدیوان جامعاً للقدیم الأصیل و الجدید البین، القریب المتناول على السواء، و فی إطار من التلاؤم بین وحدة المعیار فی فهم المضامین و المعانی، و توحید الأسلوب و الأداء.