معانی الحروف الأبجدیة العربیة / تالیف: خالد محمد حمد / دمشق؛ دار العراب / 2016 م / 402 ص. 

إنّ غنی اللسان العربی بالمعانی و التعابیر و إتساع نطاق و تعدد المفردات التی فیه، مَرَدُّهُ إلی تعدد و تنوع الحضارات التی تعاقبت علی هذه البطاح العربیة و اندماجها فی بوتقة واحدة فی سیرورة واحدة لتتخلق فی ماهیَّةٍ واحدة بینما تقزمت باقی اللغات (اللهجات) القدیمة، إما لتندمج إیجابیاً فی الأساس العربی، أو لتتقوقع و لتمتنع من النمو کلیاً و تتجمد و تنکمش إلی حال البدائیة غیر المکتملة، إنّ إصرار البعض علی إحیاء تلک اللغات (اللهجات المحلیّة المتخلفة القدیمة) یُعتبرُ جهلاً بحقیقة الأشیاء و عناداً و تعصباً غیر مبرر و لا معنی له.
و الحروف العربیة مثلُها مثل العناصر الکیمیائیة، فیها فاعلیة ذاتیة و لها تأثیر بلیغ و تین علی من یسمعها فیعیها فهی و إن کانت محدودة الشکل، لکنَّ امتزاجها مع بعضها فی کل صورة ذهنیّة یُنتج خلائط و مواد جدیدة معنویة للعقل لا حصر لها، و کذلک فإنَّ إنضمام الحروف العربیة إلی بعضها یُخرج للعالم ألفاظاً و تعابیر لا حصر لها و لا حدَّ لها أیضاً، مما یعنی أنّ کل حرفٍ من الحروف العربیة یُشکل مادة متفردة بذاتها و لها مدلول محدد یجب العمل علی کشفه و معرفة و تحدید خصائصه و ممیزاته، إنّ توافق و انسجام بعض الحروف فی بعض الحالات بالجروس و تتابع و تتالی دلالاتها یُخرج ألفاظاً و تعابیر جذلةً أنیقةً أو قویة أو جامعةً مانعة.