التصویر الفنی فی وصف القصور و الدیار فی الشعر العباسی/ تألیف أمانی حامد عبدالفتاح بربر؛ تقدیم علی الغریب الشناوی/ قاهرة: مکتبة الآداب/ ۲۰۱۲م/ 601ص/ جدول.
ت 416ب 209 71/ 892
استطاعت الباحثة أمانی حامد أن تقدم لنا موضوع وصف القصور و الدیار من خلال درس نقدی اتسم بالوعی بالظاهرة و الإلمام بکافة جوانبها و حصر أهم شعرائها، و القدرة على إختبار النماذج التی یتجلى من خلالها وصف القصور و الدیار و قد جعلت الباحثة هذا التصویر موزعًا على أغراض الشعر العباسی فتحدثت عن التصویر الفنی فی مدائح القصور و الدیار، و هجائها و رثائها، ثم حللت لنا قصیدة وصف القصور و الدیار من خلال تتبعها لنمط بنائها من حیث المقدمات والتخلص والخواتیم.
و لم تنس الباحثة أن تتوقف أمام أنماط التصویر الفنی لوصف القصور و الدیار، فتناولت الأنماط الحسیة و الأنماط البلاغیة، و قد اجتهدت بذوق فنی رفیع فی تحلیل هذه الصور سواء أکانت حسیة أم بلاغیة، و لم تدخر الباحثة جهدًا فی الحدیث عن التشکیل الجمالی فی التصویر الفنی لوصف القصور و الدیار فی الشعر العباسی من حیث الأوزان و القوافی، حیث تتبعت هذه الأوزان و القوافی فی شعر مشاهیر شعراء هذا العصر من نحو البحتری و ابن الرومی و أبی تمام و المتنبی و غیرهم، و لقد ساهمت هذه الدراسة فی الکشف عن توثیق هؤلاء الشعراء لهذا الجانب الحضاری المتمثل فی القصور و الدیار مع ربط هذا التوثیق بالحالة النفسیة لهم مما أتاح لنا الکشف عن الکثیر من العطاءات الدلالیة التی کشفت فیما کشفت عنه أیضًا عن عبقریة البانی التی تحولت بالشعر إلى آثار خالدة.
و بعد فقد یبدو الموضوع على طرفته غیر جدید، إلا أن الدکتورة أمانی حامد قد استطاعت بما امتلکته من أدوات علمیة أن تضفی علیه جدة و طرافة، فأصبح ما قدمته لنا من خلال هذا الموضوع یمثل إضافة إلى البحوث الجادة فی حقل الدراسات العباسیة.