التخییل و بناء الأنساق الدلالیة نحو مقاربة تداولیة/ سعید جبار/ قاهره: رویه/ ۱۴۳۴ق = ۲۰۱۳م/ 316 ص.- ( سلسلة السرد العربی؛ 5)
ت 261 ج 709/ 892
التخییل هو جوهر یرتبط بالکیان الإنسانی و قد یجد فیه الإنسان ملاذا لحل قضایا واقعیة یصعب تفسیرها أو استدلال علیها. و قد عاینا هذا الاستدلال فی مواقع متعددة من النصوص التی اشتغلنا بها هنا. سواء مع أسامة بن منقذ و هو یبرر بعض الأحداث التی وقعت له فی حیاته، أو مع رواة السیرة و هم یقدمون تبریرات لمعجزات لانجد لها ذکرا إلا فی مثل هذه المصنفات، أو مع العیاشی و هو یتأرجح فی بعض القضایا بین التصدیق و الاعتقاد.
إذا کانت السردیة تضمن للدارس وضع الید علی مکنونات بنیویة و تمکنه من تعرف الأشکال التی یتأسس علیها الخطاب السردی بتنویعاته المختلفة. فإن التخییلیةهی خطوة موالیة تمکن من ملامسة الدلالة التی تؤسسها هذه الأشکال البنیویة و تتجاوز حدود النص المغلق لتضع فرضیة المقصدیة التواصلیة التی تربط المرسل بالملتقی فی أی خطاب لغوی. هذه المقصدیة التی تتأسس علی معرفة مسبقة ترتبط بخلفیة المرسل و یحاول تمریرها بشکل أو بآخر للمتلقی. و إقناعه بصدقیتها.
و فی إطار هذا التفاعل بین السردی و التخییلی یؤسس النص السردی سیاقه الخاص. یکتسب دلالته ضمن هذا السیاق من جهة. و فی علاقاته بسیاقات القراءة المختلفة من جهة أخری.