السرد العجائبیّ فی الروایة الخلیجیّة/ میّ السادة/ بیروت: المؤسسة العربیة للدارسات و النشر/ ۲۰۱۴ م/ ۲۴۶ ص. ( نقد - أدب)
س 142 س 7309/ 892
فی رحلتک مع هذا البحث ستجد نفسک، أیها القارئ الآفق، مشدوداً فی تضاعیف صفحاته بین رافد الکلمة فی معناها الدلالیّ، و رافد القیمة الإنسانیّة فی مبنی تنشئة الباحثة میّ السادة الخلقیّة. قوامها التقدیر، و عمادها النظام فی رفعته.
و عندما تتعمّق فی قراءة هذا البحث ستجد توازناً بین تنوّع المعلومة و ثراء الفائدة، کما أنک ستجد نفسک أمام مغامرات أهوال بعض الأحداث، و مهالک بعض الشخصیات الغامرة بالمخاطر فی إدغال کل ما هو عجیب، و علی الرغم من ذالک فقد اختارت الباحثة شق هذا الطریق الحافل بالوجال، بعد أن وکّدت العهد علی نفسها "ألا تقنع بما دون النجوم".
لقد حلّقت بنا الباحثة إلی عوالم یحکمها الوعی و الجنون، فی صور شدیدة الأسر؛ لما فیها من أحداث غریبة،یُحرکها أبطال من نسج الخیال، لها من السرد العجائبی ما یجعلک فوق الواقع، و کأنک أمام الرحلة استکشاف، و ارتیاد حقل مجهول المعلومة، غریب الأطوار تشعر و کأن روحا تشدد عزمها؛ لبلوغ الهدف فیک، و تقریبها منک، هی روح "العجیب الغریب".
لقد حاولت الباحثة "میّ السادة" أن تکتنه نماذج من عوالم الروایة الخلیجیة، و سبر أغوارها، فی متن سحرها المجنون، و أحداثها الغریبة، و رموزها الجذابة، بوصفها تحمل فی دلالاتها متناقضات الحیاة، المعقول فیها و غیر المعقول، بعالمها السحری الخارق، و وجودها الفعلی الماثل، و نسقها و الرمزی المشرئب إلیه الطموح. کما حاولت الباحثة أن تسبر غور الواقع الذی بات یتربع علی ما هو فوق واقعی فی بعثه الجنونی الذی لم یعد قابلاً للفهم.