یقترح الکاتب فی هذا الصدد منهجا خاصا به یسمیه بالمنهج التجدیلی التضافری. و یرى بأن ما دعاه إلى طرح بدیل منهجی جدید هو الرغبة فی تجاوز مجموعة من المشکلات التی لم تحل فی الدراسات السردیة السابقة.
علبة السّرد: النظریة السردیة: من التقلید إلی التأسیس/ تألیف عبدالرحیم جیران/ بنغازی: دار الکتاب الجدید المتحدة/ ۲۰۱۳م/ 286ص.
ع 981 ج 736/ 892
لا شک أنه کتاب مغایر، یحاول إعادة النظر فی کثیر من القناعات التی ترسخت فی مجال الدراسة الأدبیة. و یقترح الکاتب تصورا جدیدا فی هذا الإطار بغایة مقاربة السرد، و تحلیل
نصوصه. و هذا ما نجده و اضحا فی الکلمة التی دونت على ظهر الغلاف الرابع. إذ یقر الکاتب بأنه ینحو بالدراسة الأدبیة صوب المساءلة.
و لعل العنوان الفرعی الواقع تحت العنوان الرئیس یحدد الهدف العام من الکتاب، و لا تخطئنا البدیهة فی فهم دلالته، فهو دعوة صریحة إلى ما تتضمنه المقدمة من توجهات، إذ یدعو
الکاتب إلى ضرورة الانتقال من التبعیة فی إنتاج السؤال السردی إلى تأسیس تصور خاص بنا، و إلى بناء الأسئلة الخاصة بنا. و معنى ذلک تجاوز الاعتماد فی النقد و الدراسة الأدبیة
على ما ینتجه الغیر من مناهج و مقاربات و أسئلة إلى مرحلة أخرى نعتمد فیها على أنفسنا؛ أی الانتقال من الاستهلاک إلى الإنتاج.
و یقترح الکاتب فی هذا الصدد منهجا خاصا به یسمیه بالمنهج التجدیلی التضافری. و یرى بأن ما دعاه إلى طرح بدیل منهجی جدید هو الرغبة فی تجاوز مجموعة من المشکلات التی لم
تحل فی الدراسات السردیة السابقة.
و لا یوجد ما نصف به هذا الکتاب أحسن مما ورد فی الکلمة التی ترد فی الغلاف الرابع، فهو کتاب یتمیز ‘بوعی حاد بالنظریة السردیة، و یتجلى ذلک من خلال النقد الذی یوجهه إلى
النظریات السردیة الکبرى و المعروفة فی مجال الدراسة الأدبیة الغربیة، و مراجعة الأسس التی قامت علیها. هذا فضلا عن تولید المفاهیم، و توظیفها فی اتساق و انسجام تامین، و إقامة
هیکل مفتوح له طابع الاستراتیجیة فی تحلیل النص السردی، و ضبط مفاصله و مستویاته’.