إنّ مهمة هذه الدراسة أن نتحرى حقیقة هذا الأمر، على قدر إطاقتها، ساعیة إلى إجابةٍ مقنعةٍ، معرفیا و تحقیقیا، على السؤال التالی: هل کان الإمام علیه الصلاة و السلام شاعراً؟ و هل یَصحّ له هذا المجموعُ الشعریُ الذی بین أیدی الناس کلاً أو بعضاً؟، و لکی تکون الإجابة المفترضة على قدر السؤال کان لهذه الدراسة أن تقع تحت مقدمات و محاور تتضافر کلها فی صیاغة إجابة یرید لها المؤلف أن تکون شافیة وافیة قدر المستطاع.
العصمة من الشعر: قراءة نافیة فی الشعر المنسوب إلی الإمام علی بن أبی طالب علیه الصلاة و السلام/ مهدی حارث الغانمی/ بغداد: دارالمدینة الفاضلة/ ۲۰۱۲ م/ 334 ص.
غ گ/ 845 ع 209 71/ 892
الغایة من هذا الکتاب لیستْ تجریدَ الإمام من صفة یُظَنُ أنها من سمات کماله، بل هی فی صمیمِها إعادةُ تحصینِ هذا الکمال من شوائب فرضتْها قراءةُ الثقافة العالمة فی ظروف جاهلة فی کثیرٍ من الاحیان أو عدائیة فی بعضِ الاحیان متخذة من علی علیه الصلاة و السلامُ شاهداً لا یُدحَض على صحة مقولاتها و اتساقها هی، لا على کمال وصفه هو.
و لیست صفة الشعرِ التی یسعى المؤلفُ إلى إثبات عصمة الإمام علیه السلام منها، هی وحدُها التی تستحقُ النظرَ فیها لرفعها بالدلیلِ، بل لعل صفاتٌ أخرى أشدُ منها إخلالاً بالفتوة و النموذجِ القرآنی الذین یمثلُهُما الإمامُ، شاعتْ عند المخیالیّنِ، مخیالُ الثقافة العالمة و المخیالُ الشعبیُ؛ فصارتْ حقیقةً راسخةً لها من القدسیة ما یجعلُ النظرَ فیها ضرباً من التجدیف و سوء الأدب ورقة الدینِ، و لقد ساد الإعتقادُ أنَّ من غیرِ المعقول، و لا المرضی، فی معیار الثقافة الشعبیة و مخیال الثقافة العالمة، أن یکون أوباشُ العرب، و مرتدوهم و طلقاؤهم، شعراءً، و لا یکون علی علیه الصلاة و السلام الذی کان منه نهج البلاغة شاعراً، فکیف یعقل، فی ضوء معیار البلاغة/ الشعر، الحاکم فی بنیة الوعی و التراث العربیین، أن لا یکون سید البلغاء شاعرا، و شاعرا مُکثراً ، أیضا!؟، أن المخیال یرى فی هذا، إن صحَّ، إخلالاً بالبلاغة و الشعرِ و الصورة المفترضة لکمال الإمام .
إنّ مهمة هذه الدراسة أن نتحرى حقیقة هذا الأمر، على قدر إطاقتها، ساعیة إلى إجابةٍ مقنعةٍ، معرفیا و تحقیقیا، على السؤال التالی: هل کان الإمام علیه الصلاة و السلام شاعراً؟ و هل یَصحّ له هذا المجموعُ الشعریُ الذی بین أیدی الناس کلاً أو بعضاً؟، و لکی تکون الإجابة المفترضة على قدر السؤال کان لهذه الدراسة أن تقع تحت مقدمات و محاور تتضافر کلها فی صیاغة إجابة یرید لها المؤلف أن تکون شافیة وافیة قدر المستطاع.
جاءت الدراسة فی خمسة فصول:
الأول: القرآن و الشعر/ الإسلام و الشعر: المفرد بصیغة المثنى!
الثانی: علی بن أبی طالب: الذات الکاتبة و المحیط الشفاهی.
الثالث: علی بن أبی طالب: الموقف من الشعر.
الرابع: الشعر المنسوب لعلی بن أبی طالب: تاریخ الحکایة و تصدیق المخیال.
الخامس: الشعر المنسوب للإمام: أدلة النفی.
