تحلیل الخطاب النقدیّ المُغامر فی المغامرة الجمالیة للنص الأدبیّ عند محمّد صابر عبید؛ دراسة فی نقد النقد / الدکتور أحمد شهاب / الأردن - إربد: عالم الکتب الحدیث / 2015 م / 206 ص.
2015 ش ن / 577 ن 95 / 801
لقد کان النقد منذ بدایته یُعنی بدراسة النصوص الإبداعیة فیقف عندها قراءة و تحلیلاً و تقویماً، و قد مرت علی النص فی مسیرته محاولات عدیدة بدأت بالنقد الفطری إلی النقد الحدیث الذی تضمن مناهج عدة تاریخیة و اجتماعیة و نفسیة و غیرها، ثم ترادفت علیه مناهج الحداثة، و ما بعد الحداثة، و لم تلتفت الدراسات النقدیة إلی مراجعة و تقویم کتب النقد إلّا فی القرن التاسع المیلادی، ثم توسعت هذه الدراسات فی العصر الحدیث، إذ وجد النقاد أن ثمة قراءات تحتاج إلی قراءة ثانیة و تقویم یحتاج إلی تقویم آخر مما یُصطلح علیه ب (نقد النقد) و بذلک یکون هدف النقد النقد تمحیص النقد، لأن هذا النقد فی النهایة المطاف عمل بشری معرض لسوء القراءة و سوء التأویل، مثلما قد یحسن القراءة و التأویل، انه معرض للإجادة و الإخفاق، و مادام النقد یتسم بالصفة الإنسانیة. فلا یوجد نقد لا یمکن مراجعته و نقده، إذ یکون جوهر (نقد النقد)، هو إدراک فضاء النص النقدی و التمییز بین ردیئه و جیده و یکون (نقد النقد) نظرَ الذات الناقدة فی ذات أخری مشابهة لها؛ لیمتلی وجودها بها و تعیش اللحظة الجمالیة التی عاشتها. فإن الزمان و المکان یتوقفان فی النص الإبداعی؛ لیقوم النص بصنع زمان و مکان جدیدین متدفقین بالخصب و الصحو و الماء و الثراء ینتظران ذاتا قارئة لتعیش اللحظة العبقریة مسکوبة فی أبدیة خالدة، تتجلّی عبر قناة النقد.
و یمتلک الناقد الدکتور محمد صابر عبید تجربة نقدیة تجاوزت زمنیاً الربع قرن امتدت علی مساحة ثلاثین کتاباً نقدیا لم تتسع لها دراستنا فاخترنا سلسلة مغامرات النصد الإبداعی (کتبها الأربعة)، و أردنا أن ینصب بحثنا فی خضم (نقد النقد) و فی خانة التطبیق و الإجرا مرکزین علی التناول الإجرائی، و نلتمس الخصائص النقدیة من خلال التطبیق، وقفنا عند هذه الکتب الأربعة التی تشتغل علی أربعة أجناس أدبیة رئیسة تعمل ضمن أفق منهجی واحد، یُعطی فیه الإجراء و التطبیق الفرصة الأوفر.
الدکتور احمد شهاب